قال الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن العهد الفاطمي كان أول عهد يشهد ظهور تلسكوب الرؤية، مرجعا ذلك إلى التقدم العلمي الكبير الذي تميزت به الدولة الفاطمية في مصر. وأوضح "شلتوت" في تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، إنه ليلة الرؤية زمن الفاطميين كانت تقام فيها احتفالات كبيرة، وكان قاضي القضاة ومعه ثلاثة قضاة آخرون يخرجون بأنفسهم إلى المرصد لرؤية هلال رمضان بأنفسهم عبر التلسكوب على "دكة" فوق جبل المقطم، وكان به مرصدين آنذاك، وأشار إلى أن قاضي القضاة آنذاك يقابله مفتي الجمهورية في الوقت الحالي. وأضاف: وبعد إعلان الرؤية كان يخرج موكب كبير يضم "السلطان" فقط أو ممثلا عنه، ويجوب القاهرة الفاطمية في "زفة" كبيرة تقرع فيها الطبول وتعزف الموسيقى، وكان يخرج المصريون الفاطميون بالفوانيس التي ابتدعت في ذلك العهد، وكذلك كانت تعد صواني الكنافة والقطايف منذ الليلة الأولى. وعن المراصد في العد الفاطمي قال "شلتوت"، كان في ذلك الحين 3 مراصد كبرى أنشأها الفاطميون، الأول المرصد "الحاكمي" بجوار الفسطاط بالمقطم، وسمي بذلك لأن الحاكم بأمر الله استكمل بناءه بعد وفاة والده، وفي المقطم أيضا كان المرصد "الجيوشي" الذي لا يزال قائمًا حتى الآن، إلى جانب المرصد الثالث الذي كان يسمى مرصد "المأمون" وكان فوق باب النصر. وأضاف: عقب حقبة الفاطميين أنشئ مرصد نابليون، في منطقة بولاق، طوره بعد ذلك محمد علي باشا على يد العالم الشهير محمود الفلكي، ثم أنشئ مرصد النضارة في ذلك العهد في العباسية، وأخيرا أصبح المرصد الرئيسي في حلوان وهو القائم حتى الآن، حيث تم وقف العمل في مرصد النضارة، بعد أن انتشرت الضجة في أنحاء العباسية ولم تعد موقعا ملائما للرصد الفلكي. هذا وينتظر المصريون والمسلمون في كل أنحاء العالم الليلة رؤية هلال شهر رمضان المعظم، والتي سيتحدد على أساسها ما إذا كان غدا السبت غرة شهر رمضان، أم سيكون يوم غدا المتمم لشعبان 30 يوما على أن يكون الأحد القادم هو غرة الشهر الكريم.