قالت مصادر أمنية تركية يوم السبت إن اسطوانة غاز مليئة بكرات معدنية صغيرة استخدمت في أحد انفجارين وقعا أثناء تجمع انتخابي كردي بتركيا يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 100 آخرين. ووقع الانفجاران اللذان وصفهما الرئيس رجب طيب إردوغان بأنهما "استفزاز" يستهدف تقويض السلام فيما كان الآلاف يحتشدون لدعم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في مدينة ديار بكر أكبر مدن جنوب شرق البلاد حيث توجد أغلبية كردية قبل الانتخابات المقررة يوم الأحد. وذكرت مصادر أمنية لرويترز إنه تم جمع كرات صغيرة ومسامير وأجزاء معدنية أخرى من الاسطوانة لاستخدامها كأدلة تحت إشراف ممثلي الادعاء لكن لم تحدد هوية أي مشتبه به. وقال كبير ممثلي الإدعاء في ديار بكر إن كاميرا مراقبة تخضع للفحص. وتصاعد التوتر في تركيا فيما يسعى حزب الشعوب الديمقراطي لتجاوز النسبة المطلوبة لدخوله البرلمان وهي عشرة في المئة إذ تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أنه قد يحصل على ما يكفي من المقاعد لحرمان حزب العدالة والتنمية الحاكم من أغلبية برلمانية يحظى بها منذ وصوله إلى السلطة عام 2002. ومن المقرر أن يقود زعماء الأحزاب آخر تجمع انتخابي يوم السبت. وقال إردوغان في مقابلة تلفزيونية في وقت متأخر يوم الجمعة إنه سيتم تشديد إجراءات الأمن بعد الانفجارين. وأضاف لقناة (ايه.تي.في) "بالنسبة لي تلقي الواقعة ظلالا على الانتخابات. سنجري الانتخابات بأي طريقة وسنشدد كل الإجراءات الأمنية." قال شاهد عيان يدعى جاي مارتن وهو مصور بريطاني لرويترز إن الانفجارين وقعا بفارق زمني نحو خمس دقائق وإن الانفجار الأول كان في سلة للمهملات فيما وقع الثاني أمام مولد للكهرباء. وبعد الانفجارين رأى مارتن شخصا فقد ساقه وآخرين مصابين بشظايا. وأضاف أن دوي أحد الانفجارين "زلزل القلوب والصدور... الأمر المفزع هو سحق الناس. كانت هناك فوضى ولم أستطع التحرك وكان الناس مذعورين." وقال شهود إن الشرطة أطلقت مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود بعد الانفجارين. ودعا رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرداش أنصاره إلى التحلي بالهدوء. وكان من المقرر أن يلقي كلمة أثناء التجمع. وتشدد الإجراءات الامنية في التجمعات الانتخابية لحزب الشعوب الديمقراطي. واشتبك قوميون مع أنصار الحزب في تجمع انتخابي لدمرداش بمدينة أرضروم في شمال تركيا. وقال دمرداش إن حزبه تعرض لأكثر من 70 هجوما خلال الحملة الانتخابية. واتهم إردوغان الحزب الموالي للأكراد بأنه واجهة لحزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح عام 1984 وبدأ حركة تمرد راح ضحيتها 40 ألف شخص. وأطلق زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان وأنقرة محادثات سلام قبل أكثر من عامين.