- المقاومة الشعبية تمكنت من تكبيد بريطانياوفرنسا وإسرائيل خسائر فادحة - تحققت مقولة جمال عبد الناصر بأن "مصر مقبرة الغزاة" - رفض أمريكا وتهديدات الاتحاد السوفيتي أنهت الحرب بعد 55 يوما فقط تحتفل مدينة بورسعيد الباسلة، اليوم الثلاثاء، 23 ديسمبر بالذكرى 58 على عيد النصر، الذي تمكن فيه المصريون من الانتصار على العدوان الثلاثي الذي قادته بريطانياوفرنسا وإسرائيل. وشنت الدول الثلاث عدوانا غاشما على مصر عام 1956 في أعقاب قيام جمال عبد الناصر بخطوته الجريئة لتأميم قناة السويس. وبدأت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب، فأصدرت كل من بريطانياوفرنسا إنذاراً بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة 10 كم من ضفتي قناة السويس مما يعني فقدان مصر سيطرتها على قناة السويس ولما رفضت مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بورسعيد ومنطقة قناة السويس. وتكاتفت عدة أسباب على إفشال هذا العدوان، منها المقاومة الشعبية في منطقة القناة بالإضافة إلى قيام الجيش المصري بتطهير سيناء من القوات الإسرائيلية. كما تدخلت عوامل دولية منها رفض أمريكا للعدوان الثلاثي، وتهديدات الاتحاد السوفييتي بضرب الدول المتعدية، بالإضافة إلى المشاكل الداخلية في فرنساوبريطانيا حيث قام العمال بثورة في التوقيت ذاته. ولعبت مقاومة البورسعيدية دورا حاسما في إنهاء الحرب سريعا لصالح مصر، ولصالح إنتهاء العدوان الثلاثي، حيث تكبدت الدول الثلاث خسائر فادحة. وملأت قصص كفاح البورسعيدية ضد العدوان الصفحات، وكان أشهرها حكاية السيد عسران الذي قام باغتيال الميجور جون وليامز، رئيس مخابرات القوات البريطانية في بورسعيد. ولعل من أشهر العبارات التي قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي كانت حافزا على مقاومة العدوان "في هذه الأيام التي نكافح فيها من أجل حريتنا.. حرية شعب مصر، ومن أجل شرف الوطن، أحب أن أقول لكم إن مصر كانت دائماً.. كانت مصر دائماً مقبرة للغزاة، وإن جميع الإمبراطوريات التى قامت على مر الزمن انتهت وتلاشت حينما اعتدت على مصر، ولكن مصر بقيت متماسكة متحدة متكاتفة، انتهى الغزاة.. انتهت الإمبراطوريات.. وبقيت مصر، وبقى شعب مصر". وبعد 55 يوما من العداون، انسحبت الدول الثلاث، ولم تتمكن من تحقيق مؤامرتها، وكانت هذه الحرب ضربة النهاية للإمبراطوارية التي لا تغيب عنها الشمس.