قلت من قبل إن الإخوان من حقهم التكويش على أي شىء ( بالشرعية ) إلا الدستور . وذكرت ان من حقهم ايضا دعم رئيس توافقي - كما يزعمون - وتأييده حتى النهاية ولا اثم عليهم في ذلك ، ولكن يبدو أنهم لم يفلحوا في اقناع مرشح توافقي فاختاروا مرشحا شاطر . لا خلاف على ان المهندس خيرت الشاطر رجل شاطر بالفعل وذكي ، فمهندس صفقات ووزير مالية الاخوان الذي منحها هذه القوة وستف لها الاموال لزوم الدعاية والانتشار حتى اتت بثمارها ، لا شك انه رجل شاطر وموهوب . وطالما قبل الشاطر ترشيح الجماعة له ، اذن فالرجل يرى في نفسه صفات القائد ويعرف انه شاطر وقدها وقدود ، ولكن.. لماذا لم يتخذ الشاطر قراره بنفسه ، او على الاقل يعرض نفسه على الاخوان لخوض انتخابات الرئاسة كما فعل عبد المنعم ابو الفتوح ، لماذا لم ير في نفسه هذه الامكانية من قبل وانتظر حتى نفخ المرشد في روحه ومنحه صفة المرشح ؟ ناهيك عن الاسئلة... وتخيل معي لو اصبح الشاطر رئيسا لمصر ، وهو امر وارد بنسبة كبيرة . بالطبع سيكتمل حظ مصر السعيد برئيس يجمع في اسمه بين الخير والشطارة كما جمع المخلوع بين الحسن والبركة . ولكن.. الى من يكون ولاء الشاطر ؟ هل الى الدولة او الشعب ام الى ولي نعمته الذي منح له الفرصة وقلده الحكم ؟ ، وكيف ستكون العلاقة بين الشاطر والمرشد وهل يعقل أن يصبح التلميذ رئيسا والأستاذ مرشدا لجماعة تحتويها دولة الرئيس ؟ ، هل سيلتزم الشاطر بدستور الدولة التي يحكمها ام يرضخ لقوانين ووصايا الجماعة التي تحكمه ؟ ، وماذا لو خالف رأيُ الرئيس رأيَ مرشده ومن تكون له الغلبة في النهاية ؟ وهل يصبح الشاطر أداة لحكم المرشد للدولة ؟ الدولة الدينية خيار مطروح كالدولة المدنية تماما وهي ليست سبة على الاطلاق فمبادئ العدل والمساواة والحرية والكرامة والتكافؤ كلها من مبادئ الدين واركانه وليست من تأليف البشر وافرازات الدساتير . فاذا اردت ان تبني دولة دينية فابتعد قدر ماشئت عن ايران واسرائيل واصنع لنفسك نموذجا خاصا يربط بين أصالة الدين ومرونة الحاضر ، وابتعد ايضا عن دولة المرشد فهي محاكاة للتجربة الايرانية التي لم ولن تفلح في بلد مثل مصر .