لن يغفر التاريخ لجماعة الإخوان, تراجعها ونكوصها عن عهودها التي قطعتها علي لسان قياداتها, بأنهم لن يدفعوا بمرشح من داخلهم للرئاسة, تلك هي المصيبة والخطيئة التي وقعت فيها الجماعة وستظل تطاردها أمام قواعدها والمصريين جميعا ممن وثقوا فيهم وأعطوهم الأغلبية البرلمانية, فهؤلاء ندمو ا الآن أشد الندم علي منح أصواتهم لجماعة الاخوان ولذراعها السياسية الحرية والعدالة.. خيرت الشاطر له كل الحق في الترشح للرئاسة, مثل غيره من الملايين الذين تنطبق عليهم الشروط, فالمسألة لا تتعلق بالرجل صاحب النفوذ والقوة داخل الجماعة, وأحد المحركين والمؤثرين ولديه شبكة علاقات واسعة قبل وبعد الثورة, ولا غبار علي خيرت الشاطر كشخص أو قيادي في الاخوان, لكن الرجل قال إنه لا يستطيع رفض قرار جماعته الترشح لخوض الانتخابات, وهنا السؤال: هل سيكون الشاطر تابعا وخادما للاخوان ومشروعهم السياسي أم للمصريين جميعا مسلمين ومسيحيين, ولكل أبناء هذا الوطن؟.. وهل سيكون الولاء للمرشد الأعلي للاخوان ولمكتب الارشاد ولمجلس شوري الجماعة؟! كلها تساؤلات مشروعة, فالشاطر يترشح ليحكم مصر وليس ليتبوأ موقع المرشد. و ضعت الإخوان نفسها في موقف لا تحسد عليه, فهي تريد أن تتحكم في الدولة وأركانها وتسيطر علي مقاليد الأمور: الرئاسة والصحافة والاعلام والداخلية وأجهزة الأمن والمخابرات, بعد أن سيطرت علي البرلمان, وفيما يبدو علي الأرض ومن خلال التجارب فإن الجماعة انحرفت عن أفكار مؤسسها حسن البنا, ووضعت التكويش علي السلطة كهدف استراتيجي لها, بعكس ما رددوه من كلام لم يقنع أحدا حتي قواعدهم, التي ثارت ورفضت ترشيح الشاطر, وكذلك الدكتور محمد البلتاجي, القيادي في الحرية والعدالة, فكانت لديه الجرأة والشجاعة ليقف ضد جماعته, فالرجل لديه بالفعل مخاوف مما قد يحدث مستقبلا وهذا يحسب لواحد من الاصلاحيين يعارض من داخلها. تراجع الجماعة عن قرارها, أفقدها الشارع وحتي المتعاطفين معها أو الذين كانوا يأملون خيرا في الإخوان, وحتي المبررات التي ساقها قادتها في مؤتمرهم الصحفي, يمكن لأي فصيل سياسي أو حزبي أن يتخذ قرارات ويتراجع عنها ويستند في هذا للاخوان, وقد نري خيرت الشاطر عندما يصبح رئيسا, يقول كلاما ثم يأتي في لحظات ليتراجع عنه تحت غطاء الرؤية الشرعية التي وضعتها الجماعة, لتبرر موقفها المتراجع والمتخاذل, وتكون مصداقيتها دائما علي المحك. الجماعة أعطت الحق بالتراجع عن العهود وقد نري هذا من أي مؤسسة, فالمبررات لدي المجلس الأعلي أقوي من مبررات الاخوان, ومن هنا سيصبح كل شيء متوقعا, فالقوة المسيطرة علي البرلمان والجمعية الدستورية لا أمان لوعودها, فماذا ننتظر منها في حالة فوز مرشحها بالرئاسة..! المزيد من أعمدة أحمد موسي