أكد السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت، أن القواسم المشتركة بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، تعد حالة فريدة غير موجودة في العالم المعاصر، مشيرا إلى أن التراث الثقافي والمعرفي بين البلدين الشقيقين لم ينقطع على مر التاريخ مهما اختلفت أو اتفقت الأنظمة والحكومات. وقال شلتوت- خلال افتتاح "معرض الكتاب المصري السوداني في دورته السبعين" مساء اليوم /الثلاثاء بنادي الضباط بالخرطوم-أن الشعوب تتقدم بالثقافة والمعرفة، وأن الهوية العربية الأصيلة حافظت على تراثها الثقافي والمعرفي من خلال رموزها وأدبائها من مختلف الأقطار والدول العربية، معربا عن أمله في إقامة المزيد من المعارض المماثلة بالتعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين. ووجه السفير المصري الشكر للقوات المسلحة السودانية لرعايتها للمعرض، كما ثمن جهود الدكتور صلاح نور المشرف العام على المعرض باعتباره صاحب رسالة توصيل المعرفة والثقافة لشعبي وادي النيل على مدى 70 دورة لمعرض الكتاب المصري السوداني. من جانبه، قال وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم الدكتور محمد يوسف الدقير، أن السودان ومصر يزخران بالتراث الثقافي والحضاري على مر التاريخ، مشيرا إلى أنه كلما زادت وتعالت أصوات الحروب والإرهاب كلما خفت أصوات الثقافة والإبداع، مشددا على أن الثقافة والفن هو السبيل الأمثل لمواجهة الأفكار المتطرفة والتمرد المجتمعي. وأشار إلى أن السودان يمر حاليا بحالة حراك وطني وسياسي يتطلب حوارا بين كافة القوى السياسية والمجتمعية، مؤكدا أن الكتاب يعد مدخلا قويا لهذا الحوار، وقال "أن لسان الثقافة دائما يكون أصدق قولا من السياسة". واستعرض الدقير، تاريخ العلاقات الأزلية بين شعبي وادي النيل، مشيرا إلى أن مصر عاش فيها شعراء وأدباء ومثقفون سودانيون متميزون في مختلف المجالات المعرفية والثقافية، كما عاش بالسودان العديد من الأدباء والكتاب المصريين، لافتا إلى أن الكتاب سيظل من الوشائج التي لا تنقطع صلاتها بين الشعبين الشقيقين .