احتدام المواجهات بالداخل الفلسطيني واعتقال 32 متظاهرا

احتدمت المواجهات بالداخل الفلسطيني المحتل، الليلة الماضية وحتى ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم، الاثنين، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينيين الذين خرجوا في احتجاجات عمت أرجاء الداخل تنديدا بجريمة اغتيال الشاب خير الدين حمدان يوم الجمعة الماضي.
وقالت مصادرة محلية فلسطينية - حسبما ذكرت وكالة "صفا" الإخبارية اليوم - إن "قوات الاحتلال اعتقلت خلال مواجهات الليلة 32 شابا فلسطينيا على الأقل".
فيما أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي - في بيان لها اليوم - أنها اعتقلت 30 متظاهرا بدعوى الاشتباه بهم بالضلوع في أعمال شغب وفق ما نقلت عنها وسائل إعلام عبرية.
وتجددت أولى المواجهات ليلا في قرية "كفر كنا" التي تشهد تصاعدا في التظاهرات منذ استشهاد ابنها حمدان حيث أغلقت قوات الاحتلال مدخل القرية منذ ساعات ظهيرة أمس وحتى اليوم.
وألقى المتظاهرون الحجارة على عناصر الشرطة التي تواجدت بشكل مكثف وحاولت تفريقهم بخراطيم المياه وقنابل الغاز والقنابل الصوتية.
وفي مدينة "أم الفحم" في المثلث، اعتقلت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء أمس 4 شباب شاركوا في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة تنديدا بالجريمة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقالها 3 شباب في القرية قالت إنهم شاركوا في رشق الحجارة على عناصرها على مركبات المارة في مدينة "وادي عارة" (عرعرة) خلال احتجاجات شهدتها المدينة.
وقالت شرطة الاحتلال - في بيان لها - إنه "وبعد انتهاء التظاهرة التي نظمت على الدوار المحاذي لمركز الشرطة توجه عشرات الشبان لشارع رقم 65 في "وادي عارة" ورشقوا المركبات العابرة بالحجارة".
واعتقلت قوات الاحتلال 3 شباب فلسطينيين في قرية "طرعان" المجاورة لمدينة "عرعرة" وأيضا زعمت أنهم ألقوا الحجارة على الطريق الرئيسي بالقرية.
وشهدت قرية "الفريديس" تظاهرة احتجاجية الليلة الماضية وألقى مواطنون غاضبون الحجارة على سيارة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال وزجاجات حارقة بعدما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على المتظاهرين.
وزعمت شرطة الاحتلال أنها عثرت على الطرق (4) المحاذي لقرية "الفريديس" على عبوة ناسفة، قائلة إنها "أطلقت من قبل المتظاهرين على قوات الشرطة لكنها لم تنفجر".
واحتج متظاهرون غاضبون في مدينة "الطيبة" مساء أمس، الأحد، تنديدا بجريمة إعدام الشاب حمدان بتوثيق كاميرات المراقبة وهاجمت مجموعة من المتظاهرين مستوطنا متطرفا في المكان إلا أنه لاذ بالفرار، فيما قام المتظاهرون بإحراق السيارة.
واعتقلت قوات الاحتلال في مدينة "الطيبة" فتى قاصرا يبلغ من العمر (15 عاما) خلال محاولتها تفريق المتظاهرين في المدينة.
وفي مدينة "شفا عمرو"، تظاهر المئات من الفلسطينيين وسط المدينة، فيما أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريقهم.
وفي بيان لها، قالت الشرطة الإسرائيلية اليوم إن "مجهولين ألقوا حجارة باتجاه حافلات ركاب في منطقة المثلث الشمالي مما أدى إلى تحطم نوافذها".
ووفقا لبيان للشرطة، فإنه تم إلقاء حجارة باتجاه حافلة عند مفترق باقة "الغربية -جت" على شارع رقم "6" وباتجاه حافلة أخرى بالقرب من مفترق "أم الفحم" في شارع "وادي عارة".
وأجرت قوة من الشرطة عمليات بحث عمن ألقوا الحجارة ولم يتم اعتقال أحد حتى الآن.
وتظاهر المئات في كل من "عكا" و"حيفا" و"كفر مندا" و"رهط" احتجاجا وتنديدا بجريمة اغتيال الشاب حمدان، وندد المتظاهرون بالجريمة رافعين لافتات طالبت بإقامة لجنة تحقيق رسمية في حادث القتل.
وشهد الداخل المحتل أمس إضرابا عاما وشاملا تنديدا بجريمة إعدام الشاب حمدان، فيما نقلت مؤسسات حقوقية أن الشرطة الإسرائيلية لا تعتزم فتح تحقيق بهذه الجريمة.
وقالت مصادر حقوقية إن "وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة أنهت التحقيقات الأولية في قضية إعدام حمدان وأنها لا تعتزم فتح تحقيق جنائي في جريمة القتل، إذ أنها لا ترى أي أساس قانوني لفتح تحقيق".
ويأتي ذلك بعد أن أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرنوفيتش والمفتش العام للشرطة يوحنان دانينو عن مساندتهم لعمل عناصر الشرطة.
في سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، الاثنين، مواطنين اثنين من محافظة "الخليل" جنوب الضفة الغربية.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب أحمد وضاح صلاح شحادة (19 عاما) عقب مداهمة منزله بمدينة "الخليل" والعبث بمحتوياته.
وأفاد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في "بيت أمر" محمد عوض بأن قوات الاحتلال داهمت منطقة "الطربيقة" و"البياضة" ووسط البلدة واعتقلت الأسير السابق الذي أمضى عامين في الاعتقال الإداري عمر محمد محمود بريغيث (33 عاما) عقب قيام الجنود بكسر باب منزله ونقلته إلى معسكر "عصيون" شمال مدينة "الخليل".
وداهم جنود الاحتلال منزل المواطن زياد عمر مصلح عوض وكسروا بابه وعبثوا بمحتوياته واقتحموا منزل المواطن بدر محمود اخليل (70 عاما) ومنزل نجله يوسف (32 عاما) وفتشوه وخربوا محتوياته.
ونصبت قوات الاحتلال حواجزها العسكرية على مداخل بلدتي "حلحول" و"سعير" ومدخل مخيم "الفوار" وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية مما تسبب بإعاقة مرورهم.