لم تعد دموع اهالي قرية "عطف إفوه" بمركز الواسطى بمحافظة بنى سويف علي فقد ابنهم البار شهيد الشرطة "إكرام محمد الناجى " معاون مباحث مركز قوص بمحافظة قنا، حتي اكتست القرية بالسواد بوفاة التلميذ عبد الرحمن ناصر بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة احمد زويل التجريبية بمدينة بني سويفالجديدةشرق النيل وهو يلعب الكرة بالمدرسة. وكانت عارضة الملعب قد سقطت فوق رأس الطفل مما اودى بحياته. "صدي البلد" انتقل الي القرية في اقصي شمال بني سويف علي حدود محافظة الجيزة، والتقينا بمحمد طفل من القرية وابن عم وصديق عبد الرحمن. وقال وهو يبكي "كنا دائما نلهو فى حديقة المنزل ونتسابق أمام الاسرة فى حفظ القرآن الكريم وكان دائما ما يتفوق عليّ في حفظ القرآن". محمود قرني من اهالي القرية يقول "عبد الرحمن ولد لاب وام طبيبين وكان يتميز بالنبوغ والدهاء وكنا نتوقع له مستقبلا باهرا وكان يتميز عن اقرانه في المسابقات التي كنا ننظمها في القرية سواء في شهر رمضان او في المناسبات الدينية". وتساءل محمود عبد البارى خال عبدالرحمن "معقولة الطفل يموت فى مدرسة تجريبية مقتولا تحت عارضة الملعب المتروكة دون تثبيت؟". العقيد طه الدسوقى زوج عمة الطفل الشهيد قال " هذه ليست المرة الاولى ففى السنة الماضية تكرر الامر واصيب أحد الطلاب بإصابات كادت ان تودى بحياته". وفي صعوبة بالغة حاولنا الالتقاء بوالدة الطفل الشهيد الدكتورة هبه محمد التي قالت بنبرات يملؤها الحزن والاسي والدموع تنهمر من اعينها "احتسبت عبد الرحمن عند الله , امانة وصاحبها خدها, بس لو فيه حد السبب لازم يتجازى وحق عبد الرحمن مش هيضيع". ناصر والد عبد الرحمن والذي أتى من السعودية بمجرد علمه بنبأ وفاة ابنه قال "استطعت أن أقتنى له المصحف الناطق للشيخ الحذيفى الذى طلبه منى الا ان زوجتى اتصلت بى وقالت ابنك فى ذمة الله وقع كل شىء من يدى وتحدثت للناس من حولى ابنى كان عاوز يزور قبر النبى فى رمضان وجهزت له الاستقدام ويبدو أنه استعجل وذهب له قبل رمضان بروحه ". اما سمير الذى لازم الطفل منذ دخوله المستشفى فقال "بعد خروج عبدالرحمن من حجرة العمليات قال لى فى أذنى: يا عمو اتدرى الآية القرآنية " والتفت الساق بالساق؟ " قلت له نعم يا حبيبى ماذا تقصد؟ قال لى: انا رجلى ملتفه يا عمو ببعضها البعض ولا أشعر بهما ونطق الشهادة وطلب شرب المياه ورفض الطبيب فقال الصغير: اتركونى أنا عاوز انام وارتاح، شعرت وقتها بأن روحى تخرج حزنا عليه وبالفعل خرجت روح الصغير لبارئها ولم يستيقظ من نومه ثانية".