قررت وزارة الدفاع البريطانية تعليق برنامجها لتدريب جنود ليبيين في ثكنات عسكرية بمقاطعة كامبريدج شاير البريطانية بعدما تعرض لحالة من الفوضى، حيث تم بالفعل سحب ثلث عدد المجندين على خلفية سلسلة من التهم الجنائية وإدانات بجرائم جنسية. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية- في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الثلاثاء- إن الوزارة كانت تخطط في الأصل لتدريب ألفي جندي في قاعدة "باسينجبورن" العسكرية، كثير منهم من الثوار السابقين، ولكن جرى الآن إعادة الدفعة الأولى المكونة من 300 جندي إلى موطنهم، ومن المحتمل الا يتم تدريب المزيد من الجنود. وعلمت الصحيفة أن الخطة محاطة بالمشاكل منذ ان بدأت في شهر يونيو الماضي، واعترفت وزارة الدفاع البريطانية بأن 90 من المجندين- أي نحو ثلث ال325 جنديا الذين تم اختيارهم بعناية للمشاركة في البرنامج- "انسحبوا"، وأكدت الوزارة ان بعض هؤلاء الجنود غادروا على خلفية تورطهم في قضايا تأديبية وسلوكية، بينما انسحب اخرون لأسباب شخصية وصحية. وأشارت الصحيفة إلى اتهام خمسة ضباط في جرائم جنسية بينها جريمة اغتصاب، وقد صدرت اوامر للمجندين بالبقاء في القاعدة وأُلغيت جميع الرحلات، غير أن عضو البرلمان البريطاني أندرو لانسلي زعم أمس الاثنين أنه لم يتم الالتزام بذلك وأرسل خطابا إلى وزارة الدفاع لمطالبتها بإنهاء الخطة، قائلا إن عواقب قيام الجنود برحلات بدون مرافقين "غير مقبولة". وأضافت الصحيفة أن عددا من المجندين، يعتقد أنهم 20 مجندا، طلبوا حق اللجوء رغم أن وزارتي الداخلية والدفاع البريطانية رفضتا تأكيد أو نفي ذلك، وهناك أسئلة مطروحة حاليا حول الأسلوب الذي تتبعه وزارة الدفاع في إدارة هذا البرنامج. ووفقا للصحيفة، أصر متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية على أنه تم اختيار المجموعة بعناية بعد خضوعها لفحوصات الهجرة والأمن والفحوص الطبية وان معظمهم استجاب بشكل إيجابي، غير انه اعترف بوجود قضايا تأديبية. واضاف المتحدث "كجزء من دعمنا المستمر للحكومة الليبية، سوف نستعرض أفضل السبل لتدريب قوات الأمن الليبية - بما في ذلك ما إذا كان تدريب المزيد من الدفعات من المجندين في المملكة المتحدة هو أفضل وسيلة للمضي قدما. وقد استجاب معظم المجندين بشكل إيجابي للتدريب رغم حالة عدم اليقين السياسي المستمرة في ليبيا، غير انه ثمة قضايا تأديبية".