ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الصادرة اليوم السبت أن الرئيس الأمريكي صعد يوم أمس من الرد الأمريكي ضد تنظيم "داعش"، ليجند 9 حلفاء على الأقل لمساعدته على هزيمة التنظيم وعرض الخطوط العريضة لاستراتيجية عسكرية منسقة تعكس أصداء الحرب على الإرهاب التي أعلنها سلفه السابق الرئيس جورج بوش الأبن قبل أكثر من عقد. وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- إن أوباما تلا تعليقات حول كيفية أن تعمل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على هزيمة "داعش" ، التي كانت في السابق مجرد مجموعة سنية مسلحة غامضة قبل أن تقلب الشرق الأوسط برمته رأسا على عقب وتتبنى فكر تنظيم القاعدة، حيث أكد أن جهود تحقيق ذلك تعتمد على شن ضربات جوية أمريكية ضد مواقعها وقادتها وتعزيز قوة الصفوف المعتدلة من المعارضة السورية لاستعادة الأرض التي سيطرت عليها داعش، فضلا عن تجنيد الحكومات الصديقة في المنطقة للاشتراك في القتال. وأوضحت الصحيفة أنه بينما يصر مساعدو أوباما على أنه لم يأذن بعد بشن ضربات جوية ضد أهداف تابعة لداعش في سوريا – الأمر الذي وقع بالفعل على نطاق محدود بالعراق- شبه أوباما استراتيجية المحتملة ضد داعش بالجهود الأمريكية لقتال القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية، والتي اعتمدت بشكل كبير على الضربات الجوية. وأضافت:" أن أوباما تعرض لضغوط هائلة لرسم السبيل لمواجهة داعش، التي صورت نفسها بدولة خلافة لا تخضع لحدود وتمارس سلوكا وحشيا، لا سيما بعد نشر فيديو ذبح أمريكيين أثنين على ايدي مقاتليهم...فبعدما تسبب في عاصفة سياسية كبيرة إثر إعلانه بالأسبوع الماضي عن عدم وجود استراتيجية حتى الأن للتعامل مع داعش، بدا أوباما يوم أمس مصورا نفسه على أنه مدافع وقائد لجهود محاربتها". ورأت الصحيفة، مع ذلك، أن أوباما قد يقحم جيشه بذلك في صراع أجنبي باهظ التكاليف بعد أن عكف طيلة أعوام على الهروب منه، فضلا عن أن إدارته لا تزال عاجزة على شرح كيفية هزيمة داعش من دون تقديم المساعدة غير المباشرة للرئيس السوري بشار الأسد، الذي تصر واشنطن حتى الآن على ضرورة تنحيته من منصبه. ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن تصريحات أوباما، التي جاءت في ختام قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مقاطعة ويلز البريطانية ، أضافت في الواقع توسعا كبيرا في تقييماته السابقة بشأن خطر داعش، من خلال إجراء المقارنة مع استراتيجيته لقتال مسلحي القاعدة في آسيا. وقد تحدث أوباما عقب قيام مساعديه بكشف النقاب وشرح ما أسماه وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ب"التحالف الأساسي" لقتال مسلحي داعش؛ فقد اجتمع دبلوماسيون ومسئولو دفاع من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا واستراليا وكندا وألمانيا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك لوضع استراتيجية ذات شقين وهما؛ تعزيز الحلفاء في العراقوسوريا على أرض الواقع وقصف المسلحين السنة من الجو في الوقت ذاته.