ذكرت صحيفة "الحياة اللندنية" أن كلمتي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الجمعة الماضية أوضحت أن السعودية ظلت على موقفها تجاه القضية الفلسطينية منذ أكثر من ستة عقود، إذ إن المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود أعلن مواقف واضحة بشأن الأزمة في فلسطينالمحتلة. رافضا بشدة تهجير اليهود إلى أرض فلسطين، ومطالبا الرئيس الأمريكي آنذاك "فرانكلين روزفلت" في لقائهما 14 فبراير1945، على متن السفينة الحربية الأمريكية كوينسي، بمساندة الحقوق المشروعة للعرب في فلسطين، وإرغام دول المحور التي اضطهدت اليهود على إعادة توطينهم في أراضيها، مؤكداً بقوة أن العرب واليهود لن يتعاونوا مطلقاً. وبحسب وثيقة للمذكرة الرسمية الأمريكية التى اوردت الحوار بين الملك عبد العزيز وروزفلت والتي نزعت عنها صفة السرية في الأرشيف الوطني الأمريكي: فقد سأل الرئيس الأمريكي الملك عن نصيحته بشأن مشكلة اللاجئين اليهود الذين طردوا من بلدانهم في أوروبا؛ فأجاب الملك بأنه يجب على اليهود أن يعودوا للعيش في الأراضي التي طردوا منها؛ وأن "روزفلت" أشار إلى أنه يمكن اعتبار بولندا إحدى الحالات المعنية ويبدو- بحسب الوثيقة - أن الألمان قتلوا 3 ملايين يهودي بولندي. ولذلك يتعين طبقا لذلك الوصف تخصيص مكان في بولندا لإعادة توطين كثير من اليهود المشردين بعد ذلك شرح الملك قضية العرب وحقوقهم المشروعة في أراضيهم، وقال إن العرب واليهود لا يمكن أن يتعاونوا مطلقا لا في فلسطين، ولا في أي بلد آخر؛ وان عليهم الانتباه إلى التهديد المتزايد لوجود العرب، والأزمة التي نجمت عن الهجرة اليهودية المتواصلة وشراء اليهود للأراضي؛ وأوضح " الملك" إن العرب سيختارون الموت على التخلي عن أراضيهم لليهود وذكر صاحب الجلالة أن أمل العرب يقوم على كلمة الشرف التي قالها الحلفاء، وعلى حب الولاياتالمتحدة المعروف للعدل، وعلى التوقع بأن تساندهم الولاياتالمتحدة. ورد " روزفلت" بأنه لن يفعل شيئا لمساعدة اليهود ضد العرب، وأنه لن يتخذ أي إجراء معادى للشعب العربي كما أوضح "روزفلت " للملك بأنه يستحيل منع الخطب أو القرارات التي يمكن أن تتخذ بشأن أي موضوع في الكونجرس أو الصحافة، وأن تأكيداته تتعلق بسياسته المقبلة باعتباره رئيساً تنفيذياً لحكومة الولاياتالمتحدة. ومن جهته شكر الملك " روزفلت " على بيانه، وذكر الاقتراح الداعي لإرسال بعثة عربية إلى أمريكا وإنجلترا لشرح قضية العرب وفلسطين ؛ وقال "روزفلت" إنه يعتقد بأنها فكرة جيدة جدا لأنه يعتقد أن كثيرين في أمريكا وإنجلترا يتلقون معلومات مضللة وقال صاحب الجلالة إن بعثة من ذلك القبيل لإطلاع الناس مفيدة، لكن الأكثر أهمية بالنسبة إليه هو ما أخبره به الرئيس لتوَّه في ما يتعلق بسياسته تجاه الشعب العربي. وأوضح الملك أن مشكلة سوريا ولبنان تثير قلقه، وسأل الرئيس عما سيكون عليه موقف حكومة الولاياتالمتحدة في حال استمرت فرنسا في فرض مطالب غير محتملة على سوريا ولبنان؛ وأجابه روزفلت بأن الحكومة الفرنسية قدمت إليه كتابة ضمانها لاستقلال سوريا ولبنان، وأنه قد يكتب في أي وقت للحكومة الفرنسية للإصرار على وفائهم بوعدهم؛ وفي حال أحبط الفرنسيون استقلال سوريا ولبنان، فستقدم حكومة الولاياتالمتحدة إلى سوريا ولبنان كل المساندة الممكنة، عدا استخدام القوة. وتحدث " روزفلت" عن اهتمامه الكبير بالفلاحة، مشيرا الى هو نفسه فلاح. وشدد على الحاجة إلى تطوير مصادر المياه، وزيادة الأراضي المزروعة، فضلاً عن تشغيل العجلات التي تقوم بعمل البلاد. وأعرب عن اهتمام خاص بالري وغرس الأشجار وطاقة المياه التي يأمل بأن يتم تطويرها بعد الحرب في بلدان عدة، بما فيها الأراضي العربية.