وصف رئيس حزب الأمة القومي "المعارض" الصادق المهدي، مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير، للحوار الوطني الشامل "بالفجر الكاذب"، مشيرا إلى أنها انهارت أمام أول اختبار لحرية الرأي. وقال المهدي- أمام حشد من أنصاره في أم درمان اليوم الجمعة- إن بعض الناس صوروا بيان رئيس اللجنة المركزية لحزب الأمة على غير حقيقته، وتابع "إنه ليس اعتذارا وليس التماسا بل إجراء توضيحي". وطالب رئيس حزب الأمة القومي، بكفالة الحريات وإطلاق سراح كافة المحبوسين لمساءلات سياسية، خاصة رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، وطلاب جامعة الخرطوم الثلاثة، كواحدة من استحقاقات الحوار. وأكد المهدي، أن المبادرات العديدة التي قدمها أقنعت كثيرين بجدوى الحوار وحظيت بقبول أوساط دولية، مشيرا إلى معادلة "المحكمة الهجين" التي اقترحها بدلا عن المحكمة الجنائية الدولية، أو آلية العدالة الانتقالية القائمة على الحقيقة والإنصاف أسوة بتجربة جنوب أفريقيا. وقال "مع كل هذه الإنجازات ضاق النظام ذرعا بحرية الرأي والنصيحة الصادقة ما كشف عن هشاشة عملية الحوار الموؤدة". وتابع الصادق المهدي"عندما دعا الرئيس البشير لحوار بلا سقوف لا يستثني أحدا ولا يسيطر عليه أحد عمت البلاد موجة من التفاؤل بفجر جديد في الوطن، ولكن كان الفجر كاذبا، فالعملية انهارت أمام أول اختبار لحرية الرأي". وقال إنه بوصفه من أصحاب فكرة الحل السياسي لا يسعه إلا أن يتجاوز مرارة الظلم، ويركز على عيوب التجربة الموضوعية، وأضاف أنه لا يمكن الاستمرار في التجربة الموؤدة بلا مراجعات أساسية تحقق مشروع حل سياسي أكثر جدوى. وتعهد المهدي، بإجراء اتصالات واسعة مع كافة الأطراف السياسية للاتفاق على رؤية موحدة حول الآلية الجامعة المنشودة، قبل أن يقترح وسيلة قومية لعملية السلام العادل الشامل، وللربط بين عملية السلام والوفاق الوطني الجامع. وأكد ضرورة إيجاد هيكلة جديدة ومجدية للمشروع السياسي الهادف لنظام جديد يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وقال "هذه الأسس لا تتحقق إلا في نظام جديد يحرر مؤسسات الدولة من القبضة الحزبية، ويوفر الحريات العامة، يجسده دستور ثابت يتراضى عليه أهل السودان عن طريق آلية ديمقراطية". تجدر الإشارة، إلى أن السلطات السودانية أفرجت الأحد الماضي عن الصادق المهدي، بعد شهر من الاعتقال إثر تصريحات انتقد فيها قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، رغم أنه أبرز قادة المعارضة المؤيدين لمبادرة الحوار التي أطلقها الرئيس عمر البشير في يناير الماضي.