أبدت الدكتورة ثريا عبد الجواد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية، استغرابها لعدم استحداث وزارة تكون متفرغة لضبط الأخلاق والآداب العامة في الشارع المصري، على غرار استحداث وزارة للقضاء على مشكلة العشوائيات، وأرجعت الانفلات الأخلاقي الموصوم به المجتمع المصري الآن إلى حالة الثورة التي عاشها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية. وقالت، عبد الجواد، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إنه "في أعقاب الثورات دائما ما تحدث حالات من تفكيك القيم واضطراب للأوضاع وسرعان ما يستقيم الأمر مجددا عندما ترسي الدولة مؤسساتها على قيم العدالة الاجتماعية والتسامح وإعادة ترتيب علاقات الأفراد"، لافتة إلى أن "الحرص على إرساء كل هذه القيم سيساعد بالتدريج في ضبط الأخلاق والآداب العامة". وأضافت أنه "يجب على كل مؤسسة أن تحاول ضبط ما بداخلها، وبذلك كل ما تستطيع بذله لضبط الأخلاق دون تكليف مباشر من الحكومة". وقالت إن "بعض الوزارات تقع عليها مسئولية أكبر لضبط الأخلاق والآداب العامة في الشارع المصري، وأهمها التعليم، الأوقاف والإعلام"، مشددة على ضرورة أن تدرك هذه الوزارات المسئولية الكبيرة التي تتحملها لنشر الوعي والثقافة في المجتمع. وأضافت أن "المؤسسات عندما تقوم على المواطنة والمشاركة والاعتراف بالآخر وعدم إقصاء الآخر، كل هذه القيم ستساهم في بنيان ثقافي يسمح بإعادة الأخلاق مرة أخرى وترسيخ ثقافة تؤكد على العدالة والقيم الإيجابية في المجتمع مرة أخرى".