تحت شعار "أبدع انطلق" أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إشارة بدء المؤتمر الوطني الأول للشباب، الذي يعقد على مدار 3 أيام بمدينة شرم الشيخ، كملتقى للحوار المباشر بين الدولة ومؤسساتها، وبين الشباب، الذين اعتبر الرئيس العام الحالي 2016 عاما لهم. ويشارك في المؤتمر عدد من الشباب يمثلون شرائح وقطاعات من طلاب الجامعات وشباب الأحزاب وطلاب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، مما أثار تساؤل البعض حول مدى واقعية تمثيل هؤلاء للأغلب الأعم من الشباب المصري بقطاعاته الواسعة، فيما بدا إشارة إلى أن المشاركين في حوار الرئيس هم مجموعات منتقاة من شباب مصر ولا يعبرون عن حقيقة الواقع المصري. في إحصائية عام 2015، كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، عن وجود 27.8% من السكان في مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية، وسجلت آخر إحصائية للشباب في عام 2012 أن عدد شباب مصر في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما يبلغ 19.4 مليون نسمة بما يمثل 23.6% من إجمالي السكان، منهم 51.3% ضمن قائمة الفقراء، بواقع 27% يعانون الفقر، بينما يقترب من خط الفقر نحو24.3%، فيما بلغ معدل البطالة في 2015 بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلي 29 سنة 27.3% من إجمالي قوة العمل. يرى عادل المليجي، أمين تنظيم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن السلطة لازالت تستخدم ذات الأساليب لتسويق الوهم للمجتمع، وخاصة القوة الضاربة فيه وهم الشباب. وأكد المليجي ل"البديل" أن الدولة كان يمكنها بدلا من المؤتمر "الكرنفالي" الذي تتحمله ميزانية الدولة أن تتصالح مع الشباب والمجتمع كله بالإفراج عن المعتقلين والمحبوسين على ذمة قضايا ملفقة، والتوقف عن اضطهاد الشباب، والعمل على فتح المجال العام أمامهم للمشاركة الحقيقية في صنع مستقبل وطنهم. ويقول الدكتور حمدي عرفة، خبير الإدارة العامة والمحلية، أنه يجب على المشاركين في مؤتمر الشباب تحويل شعارات المؤتمر إلى آليات وتشريعات قابلة للتنفيذ من قبل الوزارات وما يتبعها من إدارات حكومية في 27 محافظة حتى يحقق المؤتمر نتائج واقعية. وأضاف ل"البديل" أن الإحصائيات تؤكد أن 62٪ من شعب مصر من الشباب بعد أن تخطينا 90 مليونا في الداخل و8 ملايين في الخارج، أي أن مصر لديها 59 مليون شاب منهم 20.7 مليون تحت سن ال30 عاما، ويقع 51.8٪ في قائمة الفقراء. وأوضح أن شباب مصر ثروة بشرية لا بد من الاستفادة بها، مشيرا إلى وجود 4148 مركز شباب موزعين على المدن والقرى لم يتم تطويرها، ولا توجد بها إمكانيات جاذبة للشباب بما يجعل عدد المستفيدين من وجودها قليلا للغاية، وهو أمر يجب الالتفات له والإشارة إليه في المؤتمر. عرفة، أشار إلى أن على الدولة ومؤسساتها، وعلى الأحزاب أيضا، أن تعدل من لوائحها لتفعيل دور الشباب، وأن تقوم الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب بإصدار قانون لتمكين الشباب في الجهاز الإداري للدولة وتولي المناصب، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام ب5 ملايين بائع متجول عن طريق تعديل قانون الباعة الجائلين رقم 105 لعام 2012، مؤكدا أن هؤلاء منهم ما لا يقل عن 65٪ من الشباب، وهم بالطبع لا وجود لهم في مؤتمر شرم الشيخ، حسب قوله.