لم تشفع دموع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي ذرفها في جنازة المجرم شيمون بيريز، له عند رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فالأخير مارس مؤخرًا أبشع أنواع التنكيل بالشعب الفلسطيني، ولم يكترث بمصافحة أبو مازن الأخيرة في عزاء بيريز، الأمر الذي يفضح الحجج الواهية للمسؤولين العرب في أن حضور العزاء يساهم في تقريب وجهات النظر، ويدفع عملية السلام قدمًا إلى الأمام. المجال البري أبو مازن، والذي من المفترض أن يتولى شؤون الضفة الغربية، لم يستطع أن يحميها من المستعمرات الصهيونية المستمرة والممنهجة والمتسارعة، حيث أعلنت حكومة الاحتلال نيّتها بناء 300 وحدة في مستوطنة جديدة قرب مستوطنة «شيلو» الواقعة بين رام الله ونابلس في الضفة الغربية، في بؤرة عمونا، وفقًا لما كشفته القناة الإسرائيلية الثانية. وأضافت القناة "سيتم بناء 98 وحدة استيطانية جديدة في المرحلة الأولى، ومن ثم الشروع ببناء 200 كمرحلة ثانية"، وتابعت: تأتي هذه الخطوة على ما يبدو كتعويض للمستوطنين في بؤرة عمونا القائمة على تلة في الضفة الغربية، وقامت مجموعة من المستوطنين بالاستيلاء على أراضٍ فلسطينية خاصة وبناء بؤرة عمونا عليها، فتقدم أصحاب الأراضي الفلسطينيون بالتماس للمحكمة العليا التي أمرت بإجلاء المستوطنين وهدم منازلهم في 25 ديسمبر المقبل. وبعد قرار الحكومة الإسرائيلية توالت الانتقادات الدولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث أدانت الخارجية الفرنسية القرار الصهيوني، الاثنين الماضي، واصفةً إياه بأنه "غير شرعي"، كما أعربت حكومة اليابان، في بيان للسكرتير الإعلامي لوزارة الخارجية ياسوهيسا كاوامورا، الخميس، عن بالغ أسفها على إقرار الحكومة الإسرائيلية خططًا لبناء مستوطنات في الضفة الغربية. وكالعادة تمثيليات واشنطن كانت حاضرة، حيث وجهت الولاياتالمتحدة انتقادًا قويًّا لإسرائيل، الأربعاء، بسبب موافقتها على بناء وحدات استيطانية جديدة على أراضٍ فلسطينية محتلة، محذرة حليفتها من أنها تعرض مستقبلها كدولة ديمقراطية يهودية للخطر. السلطات الإسرائيلية كعادتها لم تعر انتقادات حليفتها الأمريكية أي اهتمام، بل ردت عليها بالقول إن الوحدات السكنية التي ستتم إقامتها لا تعتبر مستوطنة جديدة. وفي ظل الإدانات الدولية بما في ذلك إدانات بريطانيا وإيطاليا للقرار الصهيوني، بقيت الردود والإدانات العربية طي الكتمان. المجال الجوي شنت طائرات الاحتلال الصهيوني الأربعاء 25 غارة على مناطق متفرقة شرق وجنوب قطاع غزة. وأفادت وكالات فلسطينية أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت موقعين للمقاومة غرب خانيونس جنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات، وفي شرق القطاع قصفت الطائرات الحربية بصاروخين على الأقل أرضًا خالية بالقرب من جبل الريس شرق مدينة غزة، كما استهدفت موقع بدر التابع للمقاومة غرب مدينة غزة، بالتزامن مع قصف موقع تونس شرق حي الزيتون بأكثر من 8 غارات، وذكرت أن طائرات الاحتلال استهدفت معبر كارني شرق حي الشجاعية بأكثر من 10 صواريخ، كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية مبنى الواحة التابع للشرطة البحرية شمال غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفي بيت حانون استهدفت مدفعية الاحتلال الثقيلة هدفًا للمقاومة، ولم تسجل إصابات جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع. وزعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يأتي في أعقاب سقوط صاروخ على مستوطنة سديروت، أُطلق من قطاع غزة الليلة الماضية، الأمر الذي يرى فيه مراقبون عسكريون أنه في حال تأكد المزاعم الصهيونية، فإنه لا جدوى من وجود القبة الحديدية الأولى والثانية والتي المفترض أن تسقط أي صاروخ فلسطيني يستهدف التجمعات الإسرائيلية، خاصة أن المنظومة الدفاعية كلفت الكيان أكثر من 2 مليار دولار. وفي سياق متصل أعلن جيش الاحتلال، الأربعاء، مقتل طيار وإصابة آخر في تحطم مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 16" في صحراء النقب بعد قصفها لقطاع غزة. المجال البحري الانتهاكات الإسرائيلية لفلسطين لم تقتصر على البر والجو، بل تعدته لتشمل البحر أيضًا، حيث سيطرت قوة من البحرية الصهيونية، الأربعاء، على سفينة "زيتونة" التي انطلقت من أوروبا وعلى متنها عدد من المتضامنات من بينهن حاصلات على جائزة نوبل للسلام، باتجاه قطاع غزة. وذكرت القناة العبرية العاشرة أن قوات البحرية حاصرت السفينة قبالة سواحل القطاع، وسيطرت عليها، مانعة بالقوة وصولها إلى قطاع غزة كما كان يخطط القائمون عليها. بدورها قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن اعتداء الاحتلال الصهيوني على سفينة زيتونة، والاستيلاء عليها، وإرهاب المتضامنات السلميات مع أهل غزة المحاصرة، قرصنة صهيونية وإرهاب دولة منظم. وكان منظمو حراك كسر الحصار أعلنوا قبل الهجوم الصهيوني أن الاتصال مع سفينة زيتونة انقطع بالقرب من سواحل غزة. وكان من المفترض أن تبحر السفينتان "زيتونة" و"الأمل" من ميناء برشلونة الإسباني وعلى متنيهما 22 امرأة من عدة دول بينهن مايريد ماغواير الحائزة على جائزة نوبل للسلام؛ في محاولة لكسر الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 10 سنوات، إلا أن سفينة "الأمل" تعرضت لعطل فني يصعب إصلاحه، وفق ما أعلنت لجنة كسر الحصار، والتي جهزت سفينة "أمل 2" للإبحار مع زيتونة، إلا أنها تأخرت لأسباب لوجستية، وأعلن زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة أن السفينة "أمل 2" في حالة جهوزية للانطلاق نحو قطاع غزة في الوقت المناسب. هذا وترفض السلطات الصهيونية الرسمية حتى الآن الحديث عن مصير سفينة "زيتونة"، بينما تؤكد المصادر الإعلامية أن الخطوة المقبلة ستكون تسفير المشاركات إلى بلدانهن، بعد التحقيق معهن.