انطلقت مساء الاثنين المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، حيث عرض كلا المرشحين أفكارهما تجاه العديد من الأزمات سواء الداخلية أو على مستوى السياسة الخارجية. من ضمن العديد من النقاط التي تم عرضها خلال المناظرة.. نقطة بارزة تتضح بحسم وهي أن حل القضية "الفلسطينية" لن يأتي أبدا من الناحية الأمريكية لأن أمريكا تأبى أن تتدخل إلا دعما لإسرائيل وسياساتها التعسفية تجاه الشعب الفلسطيني. رغم أن هذا ليس جديدا على السياسة الأمريكية على مدى تاريخها، إلا انه مع كل انتخابات جديدة يظهر أمل زائف سرعان ما يزول، حيث يندفع كل مرشح أمريكي لتقديم فروض الولاء والدعم للكيان الصهيوني لتعزيز فرص فوزه في الانتخابات، فمن المعروف أن جماعات الضغط الصهيونية لها ثقل في التأثير على الناخبين الأمريكيين من خلال التنظيم والحشد لصالح أو ضد مرشح بعينه. في هذا السياق، أشار موقع "اولتر نت" أن حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الغير مسبوقة التي أقرها الرئيس أوباما قبل أسبوعين لإسرائيل جاءت لتكون بمثابة دفعة قوية لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون لتكون خليفة أوباما – الذي ينتمي لنفس الحزب – في الانتخابات القادمة . وفي التقرير الذي جاء بعنوان "صفقة المساعدات الأمريكية تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لمحو فلسطين"، ذكر الموقع أن العلاقات بين اوباما ونتنياهو كانت قد توترت لاسيما بعد الاتفاق النووي الإيراني. في الأسابيع الماضية وحدها، قارن وزير الدفاع افيجدور ليبرمان الاتفاق النووي العام الماضي بين واشنطن وإيران باتفاق ميونيخ عام 1938، الذي عزز هتلر. وأشار نتنياهو أن انتقاد اوباما لتوسيع المستوطنات يعني ضمنيا الدعم لعمليات "التطهير العرقي" لليهود. ورغم ذلك، يشير تقرير الموقع – قبل وداع منصبه أنهى اوباما كل هذه التوترات بصفقة مساعدات ضخمة ورد على منتقديه الذي يعلنون أن سياسة إدارته معادية لإسرائيل وفي الوقت ذاته تدعم مرشحة الحزب الديمقراطي. وفي السياق ذاته، يقول الباحث جوزيف لاسيناك المتخصص في العلاقات الدولية والأمن القومي بجامعة فلوريدا، إنه ونحن على موعد مع الانتخابات الأمريكية، المستقبل لا يحمل جديدا فيما يتعلق بفلسطين. الدعم غير المشروط الواضح للنظام الإسرائيلي هو شيء يتجاوز الخطوط الحزبية في السياسة الأمريكية المعاصرة. وأضاف لاسيناك، في تقرير نشر على موقع صحيفة "ستار بانر" الأمريكية حول الحياة في فلسطينالمحتلة، أن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" – أقوى لوبي صهيوني في الولاياتالمتحدة – بذلت قصارى جهدها لضمان تلبية المصالح العسكرية الإسرائيلية في السياسة الأميركية، وهم يقومون للأسف بعمل جيد جدا. قبل المناظرة، أوضح لاسيناك أنه في المؤتمر الأخير ل "إيباك"، أعرب كلا المرشحين ترامب وكلينتون دعمهم غير المقيد لأي وسيلة ونهج لإسرائيل ضروري لضمان أمنها القومي. يؤكد لاسيناك انه بالنسبة لشعب فلسطين، السياسة الخارجية الأميركية تجاه إسرائيل لها تأثير مباشر ومذهل على حياتهم اليومية، واصفا في تقريره التناقض الصارخ في شكل الحياة عند العبور من إسرائيل إلى الضفة الغربيةالمحتلة في فلسطين. ويقول "من ناطحات السحاب المطلة على البحر والمحلات العصرية في تل أبيب إلى الحياة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية. من إصرار على الحياة مقابل احتلال عميق الجذور، يضطر الفلسطينيون إلى تكييف أنفسهم على انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان من الجيش الإسرائيلي". ويضيف: جدار رمادي كئيب يمر عبر المدينةالفلسطينية التاريخية بيت لحم يفصلها عن ضواحي القدس. يطلق عليه من قبل السكان المحليين، جدار الفصل العنصري، ملئ بالكتابات الفلسطينية على الجدران تطالب بالحرية والاعتراف الدولي. على أحد الجوانب يوجد شوارع نظيفة ومقاهي على النمط الأوروبي وفرصة حياة، في حين الجانب الآخر يواجه القهر والفقر وعدم اليقين بشأن المستقبل.