سعي مرشحو الرئاسة الأمريكية الجمهوريون والديمقراطيون للتفوق علي بعضهم البعض من خلال التعهد بتقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل وتوجيه التهديدات لإيران وذلك أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية( ايباك) أقوي لوبي إسرائيلي في الولاياتالمتحدة. ففي حين أثارت تصريحات سابقة للمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب حفيظة النشطاء المؤيدين لإسرائيل داخل أمريكا عندما وعد بان يكون محايدا في المفاوضات المحتملة بين فلسطين وإسرائيل كان خطابه أمام( ايباك) محملا بالوعود لدعم تل أبيب ليقدم بذلك للأمريكيين الذين يؤيدون إسرائيل ما يريدون أن يسمعوا منه, فقد انتقد ترامب الاتفاق النووي الإيراني الذي توصل إليه الرئيس باراك أوباما مع طهران, كما تعهد بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل الي القدس..وبدت كل تصريحات ترامب متناقضة مع ما وعد به من قبل من الحياد بين الفلسطينيين والإسرائيليين. من جانبها انتقدت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة الأمريكية ترامب, وقالت: كيف يتحول من محايد الي مؤيد لإسرائيل خلال أيام قليلة, وأضافت: نحن بحاجة الي يد ثابتة وليس الي رئيس يغير مواقفه.. وشددت كلينتون علي أن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض. كلينتون التي كانت لها قرارات سابقة عندما كانت وزيرة للخارجية كانت تثير غضب وانتقاد تل أبيب تقف اليوم بكل قوة وراء إسرائيل مستغلة ثغرة الموقف المحايد لمنافسها الجمهوري ترامب لتظهر في موقف الصقور ربما أكثر من الجمهوريين أنفسهم. وتحدث أمام مؤتمر ايباك اثنان آخران من المرشحين الجمهوريين للرئاسة وهما السناتور تيد كروز من ولاية تكساس وجون كاستش حاكم ولاية أوهايو حيث قدم كل منهما الدعم لإسرائيل والمعارضة لإيران. فقد دعا كاستش لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني ردا علي التجارب الصاروخية للحرس الثوري الإيراني, ومن جانبه سدد كروز ضربة موجعة لترامب قائلا انه أشار بكلمة فلسطين الي الأراضي التي احتلتها إسرائيل, وهذا غير صحيح علي حد وصفه, وادعي أن فلسطين لم تكن موجودة منذ عام1948 علي حد زعمه. أما بيرني ساندرز السناتور الديمقراطي والمنافس الرئيسي لكلينتون فقد كان الوحيد الذي لم يحضر اجتماع ايباك إلا انه ألقي خطابا في( سولت ليك سيتي) تعهد فيه بأنه إذا انتخب رئيسا سيكون صديقا ليس فقط لإسرائيل بل أيضا للشعب الفلسطيني. وتعهدت هيلاري كلينتون بتكثيف الدعم الأمريكي لإسرائيل والتهديد بالحرب ضد إيران, ودعت لزيادة المساعدات العسكرية لتل أبيب, وتوثيق الروابط الاقتصادية مع الدولة الصهيونية, ونددت بالهجمات الفلسطينية ضد إسرائيل, وقالت كلينتون إن أي اتفاق للتسوية السلمية بين فلسطين وإسرائيل ينبغي أن يتم وفقا للشروط الإسرائيلية, مشددة علي انها تعارض بشدة أي محاولة من قبل أطراف خارجية لفرض حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما في ذلك مجلس الأمن الدولي. وذكرت صحيفة( واشنطن بوست) الأمريكية أن كل هذه التعهدات بحماية إسرائيل ودعمها من قبل المرشحين الأمريكيين للرئاسة انما تعني تصعيد الحرب في الشرق الأوسط.