لن يختلف حال الإدارات الأمريكية السابقة عن اللاحقة عن المستقبلية؛ فالولاياتالمتحدةالأمريكية ستبقى الداعم الأكبر للإرهاب الصهيوني الذي يمارس بصورة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من قتل وأسر واستيطان. قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تنتهي ولايته يناير المقبل، كل ما يستطيع من دعم سياسي ومالي لهذا الكيان الصهيوني، محطما الرقم القياسي في المنح الأمريكية لتل أبيب والمتعلقة بالصفقات العسكرية، ليأتي دور مرشحي الحزب الديمقراطي والجمهوري لتقديم الوعود والتعهدات لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو. وعود كلينتون خلال لقاء جمع بين نتنياهو وكلينتون، في فندق بنيويورك، أمس الأحد، تعهدت الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال بمحاربة مشاريع القرارات الأحادية في الأممالمتحدة والمقاطعة، والسعي لتعزيز العلاقات الدفاعية أكثر، وشارك في اللقاء السفير الإسرائيلي للولايات المتحدة رون ديرمر، ومستشار كلينتون جيك سوليفان. وقالت كلينتون إنها ملتزمة بمعارضة المحاولات لنزع شرعية إسرائيل ومحاربة حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، مؤكدة خلال المحادثات التي استمرت حوالي ساعة، ووصفتها ب"عميقة" أن الولاياتالمتحدة ستظل حريصة على قوة وأمن إسرائيل، مشددة على ضرورة حل الدولتين، في إشارة إلى تفعيل المبادرة الفرنسية. ونقل موقع يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين، أن بيانا صدر عن حملة كلينتون الانتخابية أكد التزام الأخيرة بمعارضة أية محاولة لفرض حلّ على الكيان الصهيوني، ولو كان صادرا عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وحول الملف الإيراني العدو المشترك لواشنطن وتل أبيب، تباحث الطرفان حول الموقف من طهران، والنزاع في سوريا وتحديات إقليمية أخرى، حيث قال مستشار رفيع في الحملة لموقع بلومبيرغ أن كلينتون قالت إنها تنتوي تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين. وأشار الموقع إلى رغبتها العمل بشكل أقرب مع إسرائيل لضمان تطبيق إيران التزاماتها وفق الاتفاق عام 2015، ولمحاربة دعم طهران للإرهاب ضد الكيان الصهيوني، في إشارة لدعم طهران لحركات المقاومة والمتمثلة بحماس والجهاد الإسلامي وغيرهم من الفصائل الفلسطينية، ودعم حزب الله في لبنان، بالإضافة للجيش العربي السوري الذي جمعته مؤخرًا مواجهات عسكرية مباشرة مع ماكينة الحرب الإسرائيلية في القنيطرة والجولان. وعود ترامب جاء لقاء نتنياهو- كلينتون، أمس، بعد لقاء سابق مع المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في أمريكا، دونالد ترامب، وكان المرشح الجمهوري أكثر وقاحةً؛ فلم يبطن دعمه المطلق للكيان الصهيوني كما يفعل الديمقراطيون، فأوباما وكلينتون لا يبخلان بالدعم على تل أبيب، لكنهما في الوقت نفسه يعمدان إلى اختيار كلمات منمقة لتوريته، مثل مصطلح "حل الدولتين"، لكنهما في المقابل، لن يسمحا لأي مؤسسة اعتبارية بأن تفرض الحلول على إسرائيل. ترامب أعلن أنه حال انتخابه سيعترف بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني المحتل، خلال اجتماع ترامب ونتنياهو في مكتب الملياردير بمانهاتن، نيويورك، حضره السفير الإسرائيلي للولايات المتحدة، رون ديرمر، وصهر ترامب جارد كوشنر، اليهودي المتدين، وكانت التصريحات بمثابة إعلان أن الولاياتالمتحدة تحت إدارة ترامب سوف تتقبل أخيرًا قرار الكونغرس الأمريكي للاعتراف بالقدس كعاصمة موحدة للكيان الصهيوني. وقالت حملة ترامب إن المرشح تباحث مع نتنياهو عدة مسائل، منها تجارب الكيان الصهيوني في بناء جدران، في إشارة لنية المرشح الجمهوري بناء جدار عازل بين المكسيكوأمريكا لوقف الهجرة، موضحة أن ترامب أيضًا قال في اجتماعه مع نتنياهو، الذي استمر ساعة وعشرين دقيقة، إن الطرفان تباحثا "الاتفاق النووي مع إيران، الحرب ضد داعش والعديد من المسائل الإقليمية الأخرى". وبذلك يكون ترامب أسقط قناع الحيادية الذي كان زعم أنه سيتبناه خلال تعاطيه مع الملف الفلسطيني، ففي وقت سابق قال ترامب أنه لا يريد إظهار أي انحياز لأي من طرفي النزاع في الملف الفلسطيني. شكر نتنياهو لترامب وقبوله بتصريحات المرشح الجمهوري بقدس موحدة، يعني أن الكيان الصهيوني مصمم على المضي قدمًا بسياسته العدوانية، وأن المبادرة الفرنسية والمصرية القائمة على أساس حل الدولتين لن تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به. ويرى متابعون للشأن الإسرائيلي أن وصول أيً من ترامب أو كلينتون لسدة الحكم في أمريكا سيكون في صالح تل أبيب، فلا فرق بين جمهوري وديمقراطي عندما يتم الحديث عن أمن إسرائيل، ذلك الكيان الغاصب.