يعيش مرضى الفشل الكلوي بمستشفى طهطا العام مأساة حقيقية تتضمن كل صور الإهمال، والتي أبرزها عدم توافر طبيب لمتابعة الحالات قبل وأثناء وبعد جلسات الغسيل في القسم منذ ما يقرب من 4 أشهر، وباتت معاناة المرضى من غياب الاهتمام وضعف الرعاية أشد وأقسى من آلام المرض. مبنى الكلى بمستشفى طهطا العام يفتقد للنظافة، وفوارغ عبوات العلاج والأدوية ملقاة على الأرض وتملأ المكان، ولا يوجد عدد كاف من الممرضات بالقسم لمساعدة المرضى على تلقي جلسة الغسيل، كما أن مرافقي المرضى يصعدون معهم داخل العنابر ليتحول القسم إلى ما يشبه "سويقة" ممتلئة بالزبائن. عبد الرحيم محمد، من عنيبس، أحد مرضى الفشل الكلوي بالمستشفى، قال إنهم يتلقون جلسات الغسيل بدون وجود طبيب لمتابعتهم منذ عدة شهور، بما يمثل خطورة شديدة، فمريض الكلى قد يتعرض في أية لحظة لارتفاع أو انخفاض مفاجئ وشديد في ضغط الدم قبل أو بعد أو أثناء الغسيل، وهو ما يتطلب تدخلا طبيا فوريا لإنقاذ حياة المريض. مصدر بالمستشفى، رفض ذكر اسمه، قال ل"البديل" إنه لا يوجد طبيب بقسم الغسيل الكلوي مما يزيد من معاناة المرضى، وأضاف أن عشرات من ذوي المرضى المصابون بالفشل الكلوي نظموا بداية الأسبوع الماضي تظاهرة أمام مكتب مدير المستشفى احتجاجا على عدم توافر طبيب بمبنى القسم لتوقيع الكشف الطبي ومتابعة الحالات أثناء الغسيل، وطالبوا بسرعة التدخل وتوفير طبيب أو أكثر نظرا لتعرض بعض المرضى لنوبات وأزمات بسبب ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم المفاجئة، وقال إنهم بعد انصرافهم من أمام مكتب مدير المستشفى توجهوا لرئيس مدينة طهطا لمساعدتهم في إنهاء معاناتهم . من جانبه، نفى الدكتور يسري بيومي، وكيل وزارة الصحة بسوهاج عدم توافر طبيب، مضيفا أنه بعد أن ترددت هذه الشائعات خاطب مدير مستشفى طهطا العام، الدكتور محمد السيد فراج للتحقق من صحتها، والذي أكد بدوره أنه يوجد بالقسم جدول نوبتجيات للأطباء مهمتهم متابعة جلسات غسيل المرضى، كما أشارا إلى أن هناك تطويرا وتحديثا سوف يشهده قسم الغسيل الكلوي بالمستشفى يتضمن محطة فلترة المياه.