تتطلع اليابان إلى تعزيز مكانتها العالمية من خلال إفريقيا، القارة الصاعدة في النمو، التي أصبحت أرضا تتدافع نحوها الدول الكبرى. قال موقع فورين أفيرز إن اهتمام اليابان الزائد بإفريقيا في الفترة الأخيرة، اتضح في أواخر شهر أغسطس؛ عندما سافر رئيس الوزراء شينزو آبي، إلى كينيا لحضور مؤتمر طوكيو الدولي السادس للتنمية في إفريقيا (تيكاد)، وهو اجتماع عقدته اليابان، مع 54 دولة إفريقية، والعديد من المنظمات الدولية، وتعهد فيه آبي بمنح القارة السمراء أكثر من 30 مليار دولار كاستثمار ياباني في مشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء القارة على مدى ثلاث سنوات. وكانت كينيا حصلت على 4.5 مليار دولار من جملة 32 مليارا من المساعدات التى تعهدت بها اليابان خلال قمم تيكاد السابقة؛ بتنفيذ 16 مشروعا فى قطاعات الزراعة والطاقة، كما تعتبر مصر ثانى أكبر دولة إفريقية بعد جنوب إفريقيا، من حيث وجود الشركات اليابانية؛ فتعمل بالقاهرة 50 شركة غالبيتها فى قطاعات النقل كالسيارات، والمعدات، فى حين بلغ وجود الشركات اليابانية فى جنوب إفريقيا 150 شركة. المجال الرئيسي الذي عقدت في ظله قمة أغسطس الماضى، عملية التصنيع، وتعمل اليابان جاهدة على دعم وجودها فى القارة الإفريقية من خلال بعض المحاور منها التعليم، ونقل التكنولوجيا، واتضح ذلك من خلال تصريح رئيس مؤسسة «الجايكا» بأن بلاده مهتمة بتعزيز التجارة والاستثمارات مع القارة السمراء عن طريق المنح الدراسية للطلاب الأفارقة لدعم التواصل بين الطرفين. وأوضح «فورين أفيرز» أن سياسة اليابان الخارجية تجاه إفريقيا على مدى عقود ماضية، دارت حول إسقاط القوة الناعمة؛ من خلال مساعدات التنمية، لكن في السنوات الأخيرة، أدى الضغط الاقتصادي في الداخل والمنافسة مع لاعبين أجانب آخرين في القارة، إلى إعادة النظر في استراتيجية طوكيو، مؤكدا أن الصين أكبر منافس لليابان على النفوذ في المنطقة. وأضاف الموقع: «على مدى العقد الماضي، التزمت بكين بتقديم عشرات المليارات من الدولارات للدول الإفريقية في شبكة من الاستثمارات والقروض والمشاريع المشتركة، ما شكل عائقا وصعوبة أمام اليابان لاستمرار كسب ود الدول الإفريقية». وتابع «فورين أفيرز» أن اليابان سعت لترسيخ شراكتها مع إفريقيا؛ من أجل تصريف منتجاتها، بجانب حشد دعم إفريقى من أجل التصويت لحصولها على مقعد العضوية الدائمة في الأممالمتحدة، خاصة أن القارة السمراء تمثل أكبر كتلة تصويتية داخل الأممالمتحدة. حرب باردة بين اليابانوالصين تتبع اليابان سياسة القوة الناعمة داخل إفريقيا وأسلوب الحرب الباردة مع الصين، فلم تدل طوكيو بأي تصريحات عدائية تجاه بكين، كما يفعل الإعلام الأمريكي الذي يتهم الأخيرة بأن نواياها داخل القارة السمراء استعمارية، بل صرحت الحكومة اليابانية بأنها ترحب بمشاركة الصين الإيجابية في إفريقيا. واختارت اليابان حاليا طريق المشاركة مع الصين بدلاً من صراع التنافس، وتأكد ذلك من خلال ما أعلنته الحكومة اليابانية بأن القوتين الآسيويتين أقامتا منابر للحوار في شتى القضايا، ما يشجع اليابان على التعاون مع جارتها الأقرب بشأن تنمية إفريقيا.