رسمت الصين خطا أحمر بالنسبة لليابان في بحر الصين الجنوبي في يونيو الماضي، وكان ذلك بمثابة قول واضح وصريح من الصين لليابان بأن تبقى خارج قارتها الثانية إفريقيا وفقاً للأيدولوجية الجديدة. في الفترة الأخيرة، بعد أن عادت اليابان مرة أخرى لمنافسة الصين في إفريقيا بكل قوة، أدركت الصين أن موقعها في القارة السمراء مهدد بالخطر، فبدأت في اتخاذ التدابير اللازمة لكي تعيق اليابان من التمدد بشكل أكبر داخل القارة التي ظنت الصين أنها ملكت مفاتيحها. كان أهم التدابير منع اليابان من خوض بحر الصين الجنوبي المهم في حركة التجارة، وفي بيان صدر مؤخرا، في أعقاب مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد) الذي عقد في كينيا، اتهمت وزارة الشؤون الخارجية الصينيةاليابان ب"محاولة فرض إرادتها على البلدان الإفريقية لكسب المصالح الأنانية والوقيعة بين الصين وبلدان إفريقيا". قال موقع فوربس الأمريكي إن الصين تبذل قصارى جهدها لإبعاد اليابان عن قارة إفريقيا قدر الإمكان، التي وجدت فيها ضالتها واعتبرتها أرضها الثانية التي تبني من خلالها قوة الصين المتكدسة بالسكان الذين يتزايدون باستمرار، فتبحث عن أرض أخرى تكون ملعباً لتجاربها وشركاتها، ولن تجد أفضل من إفريقيا لمخطتها. وأضاف الموقع أن سباق الصينواليابان لتوسيع وجودهما في إفريقيا يعتبر خبرا جيدا للمستثمرين؛ لأنهم سوف يساعدون الاقتصادات الإفريقية النشطة مثل الموجودة في نيجيرياوكينيا، الذين يحاولون اللحاق بركب الأسواق الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينية في عصر العولمة الجديد. وتابع الموقع أنه رغم التفاؤل الذي يحيط التنافس حول إفريقيا، لكن السيئ للقارة أن التنافس الدولي الذي يمكن أن يتحول من السلمية إلى العنف وينتهي إلى شكل آخر من أشكال الاستعمار، أن يستغل القارة بدلا من تطورها، خاصة أنها غنية بالموارد. وفي سنوات العولمة الأخيرة، تزايد التكامل والترابط بين الأسواق الوطنية والمحلية، في محاولة للقضاء على ضعف البنية التحتية، وانخفاض الدخل، وعدم الاستقرار السياسي، بحسب موقع فوربس، مضيفا: ثم جاءت الصين متعطشة للطاقة والمواد الخام المهمة للطاقة والتصنيع المتنامي على خريطة العولمة، والذي أصبح من أولويات العمل في بكين. وأشار الموقع إلى أن إفريقيا أصبحت هدفا سهلا ومريحا للمستثمرين، وتتصدر جدول الأعمال الاقتصادي في بكين سنة بعد سنة، وتوجه القادة الصينيين والوفود التجارية إلى كل العواصم الإفريقية الكبرى، ونجاح الصفقات التجارية ومشاريع البنية التحتية، وأخيرا، بدأت العولمة في الانتشار داخل إفريقيا، مع التجارة الصينية لتصل إلى قرابة 200 مليار دولار في عام 2013، أي ضعف مستوى التجارة بين الولاياتالمتحدة والقارة ذاتها. واختتم "فوربس": اليوم تحاول اليابان اللحاق بركب الصين؛ بمنح 30 مليار دولار في دعم القطاعين العام والخاص لمشاريع البنية التحتية في إفريقيا، ونفذت ذلك بالاشتراك مع البنك الإفريقي للتنمية، ومن الواضح أن طوكيو لديها قدر كبير للحاق بالصين قبل أن تكون على قدم المساواة معها، لكن المشكلة الحالية أمام اليابان أنها لا توجد لديها الموارد والإرادة السياسية والعزم على فعل ذلك.