تصريحات مثيرة وألفاظ خارجة عن حدود اللياقة الدبلوماسية والبروتوكولات الرئاسية، قد تكون سببا في حدوث أزمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والفلبين، فرغم أن البلدين تربطهما مصالح قوية بشأن بحر الصينالجنوبي، إلا أن تصريحات الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، المتكررة والمسيئة للإدارة الأمريكية ورئيسها من الممكن أن تكون نقطة الفصل في العلاقات بين الطرفين. هاجم الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خلال مؤتمر صحفي عقده قبيل مغادرته إلى لاوس لحضور قمة مجموعة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، فعندما سأله أحد الصحفيين عما سيقوله لأوباما إذا سأله عن الحرب والجريمة والمخدرات التي يشنها الرئيس "دوتيرتي" في الفليبين، وأوقعت أكثر من 2400 قتيل خلال قرابة شهرين، فرد الرئيس الفلبيني قائلًا: عليك أن تحترم الآخرين، ولا تلقي فقط بالأسئلة والتصريحات، يا ابن العاهرة، سألعنك خلال المنتدى، سنتمرّغ في الوحل مثل خنزيرين إذا فعلت ذلك بي. من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي يعتزم إلغاء لقاء كان مرتقبًا اليوم الثلاثاء، مع نظيره الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، بعد الشتائم التي وجهها الأخير له، وهو ما أكده المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، نيد برايس، على هامش قمة آسيان في فيينتيان عاصمة لاوس، قائلًا إن الرئيس أوباما لن يعقد لقاءً ثنائيًا مع الرئيس دوتيرتي، وأن الرئيس الأمريكي سيلتقي بدلًا منه مع نظيرته الكورية الجنوبية، بارك غيون-هيي. بعد ساعات من إهانة الرئيس الفلبيني لنظيره الأمريكي، وإعلان البيت الأبيض إلغاء اللقاء الذي كان مقرر بينهما على هامش اجتماع "آسيان"، خرج الرئيس الفلبيني من جديد ليعبر عن أسفه للتصريحات التي أطلقها، قائلًا: نأسف لكونها بدت وكأنها هجوم شخصي على الرئيس الأمريكي. الزيارة الملغاة تعد الأولى من نوعها لرئيس أمريكي بعد عقود من شن الولاياتالمتحدة حملة قصف واسعة وسرية على لاوس استمرت من العام 1964 حتى 1973، حيث أسقطت الولاياتالمتحدة على لاوس أكثر من مليوني قنبلة، لم تنفجر 30% منها، ولا تزال تتسبب في إصابات حتى اليوم. الرئيس الفلبيني "رودريغو دوتيرتي" الذي انتخب في مايو الماضي بعد أن تعهد بشن حرب على المخدرات، معروف عنه أنه سليط اللسان، ويستخدم كلمات نابية وفجه في وصف معارضيه أو منتقدي سياسيته داخليًا وخارجيًا، وهذه المرة التي يسب فيها الرئيس الأمريكي، لم تكن الأولى الموجهة لكبار القيادات الأمريكية، فسبق أن شتم "دوتيرتي" السفير الأمريكي في بلاده، فيليب جولدبيرج، خلال حملته الانتخابية، واصفا إياه ب"ابن عاهرة ومثليّ الجنس". "دوتيرتي" لم يستهدف فقط شخص الرئيس الأمريكي بتصريحاته العدائية، إنما استهدف الدولة بالكامل، حيث هدد "دوتيرتي" خلال حملته الانتخابية بقطع العلاقات مع واشنطن في حال انتخابه رئيسًا للبلاد، وفي يوليو الماضي، اعتبر الرئيس الفلبيني أن التدخل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط أدى إلى صراعات دموية في العراق ودول أخرى بالمنطقة، وأن سياسة التدخل التى تنتهجها واشنطن هي التي أدت إلى وقوع هجمات على الأراضي الأمريكية، وشدد قائلا: منطقة الشرق الأوسط ليست هي التي تصدر الإرهاب إلى أمريكا، إنما أمريكا تستورد الإرهاب.. إنهم شقوا طريقهم إلى العراق، وانظر إلى العراق الآن، انظروا إلى ما حدث لليبيا، انظروا إلى ما حدث لسوريا، يباد الناس هناك حتى الأطفال. وفي سياق آخر، يثير ملف مكافحة المخدرات في الفليبين أزمة بين الرئيس "دوتيرتي" من جانب ومنظمات حقوق الإنسان وبعض الدول الغربية والأوروبية والأمم المتحدة من جانب آخر، فتعرض الرئيس الفلبيني إلى انتقادات عدة وجهتها له الكنيسة الكاثوليكية ومنظمات حقوق الإنسان ونواب والأمم المتحدة، بسبب الحملة الشرسة التي يشنها على منتجي ومروجي المخدرات، حيث تفيد الأرقام الرسمية الصادرة، الأحد الماضي، أن أكثر من 2400 شخص قتلوا في عمليات مكافحة المخدرات التي تقوم بها الشرطة وحراس مساندين لها منذ تنصيب الرئيس "دوتيرتي" في 30 يونيو الماضي، الأمر الذي دفع جهات عدة إلى انتقاده، وهو ما رفضه "دوتيرتي" وتعهد مرارًا باستمرار الحرب، قائلًا: سيقتل المزيد من الناس، ستقتل أعداد كبيرة، إلى أن يتم قتل آخر مهرب في الشارع، إلى أن يقتل آخر منتج للمخدرات، سنواصل وسأواصل، وأنه يرفض تلقي الأوامر من الولاياتالمتحدة، ولا يهمه كيف ينظرون إليه.