تزايدت ظاهرة إلقاء مخلفات البناء علي جوانب الطرق الرئيسية والفرعية في مدن ومراكز محافظة سوهاج، خاصة مركزي طهطا وجهينة، حتى كادت تصل إلى وسط الطرق الأسفلتية، لتمثل خطرا على حياة المارة، كما أنها تتسبب في إعاقة الحركة المرورية ووقوع المزيد من حوادث السير أو التصادم، فضلا عن تشويهها للمظهر الحضاري، وسط تجاهل تام للمسؤولين بالمحافظة. ورغم انطلاق حملة "حلوة يا بلدي" في جميع مدن ومراكز وقرى المحافظة علي مرحلتين بمشاركة المنطقة الجنوبية العسكرية والمئات من جنودها خلال شهر أغسطس الماضي، فإن مخلفات البناء الصلبة تعتبر الأنيس الوحيد لقائدي السيارات بمختلف أنواعها على طرق سوهاج الرئيسية والفرعية. ففي مركز ومدينة طهطا، تجد مخلفات البناء الصلبة والمعبأة في جوالات بلاستيك أو ملقاة في نهر الطريق، تكاد تغلق الطرق، خاصة الطريق المجار للترعة المار قبلي مدينة طهطا، وكذلك طرقات القرى الفرعية بما يتعارض مع المظهر الحضاري ويسيء إلي الصورة الذهنية والبصرية لمسقط رأس العلامة رفاعة رافع الطهطاوي، رائد العلم والتنوير. وطالب الأهالي بتكثيف وتشديد الحملات الرقابية والتفتيشية علي الجرارات الزراعية وسيارات النقل التي تحمل مخلفات البناء من المنازل القديمة والعمارات تحت الإنشاء ومعرفة خط سيرها ومكان تفريغ حمولاتها حتى لا يتم إلقاء هذه المخلفات علي جانبي الشوارع والطرق، وتتسبب في تشويه الشكل العام للطرق ووقوع المزيد من الحوادث المرورية. وناشد الأهالي الوحدات المحلية علي مستوى المحافظة بتحديد أماكن مقالب القمامة، سواء في المناطق الجبلية أو البرك والمستنقعات التي تقوم الوحدات بردمها والإعلان عنها من خلال الإذاعة المحلية حتى يعلمها الجميع من المواطنين؛ حفاظا على الشكل العام للطرق من التشويه والخراب. تحولت مداخل مجلس قروي عنيبس التابع لمركز ومدينة جهينة بسوهاج لتلال من القمامة ومخلفات مواد البناء التي ألقاها بعض المواطنين وسط الطريق في غفلة تامة من المسؤولين، رغم استغاثات الأهالي للوحدة المحلية، حيث استغل المواطنون من قرى عنيبس وبني عمار وبنهو والصوامعة غرب مدخل عنيبس الشرقي التابع إداريا لمجلس قروي الصوامعة غرب بمركز طهطا، عدم تواجد رقابة وغياب مسؤولي المحليات، وشونوا مخلفات بناء وقمامة تتجاوز عشرات الآلاف من الأطنان. كما تحول أيضا مدخلي عنيبس الشماليين الرئيسي، الذي يطلق عليه مدخل البوابة المجاور لمجزر مدينة طهطا، والمدخل الفرعي "ترعة المرة"، ويتبعان إداريا مجلس مدينة طهطا أيضا، إلي مقالب قمامة وتراكمات لجذوع النخيل والأشجار المتيبسة، وزرع مجموعة من الخارجين على القانون مساحة بالقرب من المدخل بأشجار الزينة واستغلالها بما يخالف القانون، في تجاهل تام من رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا. وقال هيثم حسن، محاسب من قرية عنيبس، إن مدخل القرية الرئيسي المجاور للمجزر أصبح بمثابة مقلب للقمامة، ولا يدل على وجود وحدات محلية تحتوي من داخلها على أقسام تسمى نظافة أو بيئة، مطالبا المحافظ بتجهيز حملة مكبرة والنزول بها على مركزي طهطا وجهينة حتى يشعر المواطنون بتواجد للوحدات المحلية. وأوضح محمد كمال، مدرس من قرية عنيبس، أنه بسبب تلال القمامة والحيوانات النافقة الملقاة في مدخل عنيبس الشرقي وإشعال النيران في القمامة، أصبح المدخل بمثابة محرقة تنبعث منها مختلف الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتصيب المواطنين بالأمراض المختلفة. ويشير ناصر إبراهيم، مزارع من قرية عنيبس، إلى أن القرية انتشر بها الحشرات والأفاعي القارصة المميتة التي تعرض حياة الكبار والصغار للخطر، خاصة أن البوابة أصبحت ملاصقة للامتداد السكني للقرية والأطفال يلهون بالقرب من هذه التلال في غفلة من أهليتهم، ما يعرضهم لخطر الإصابة بلدغات أو الإصابة بالأمراض بشكل مباشر، كما أن بعض أصحاب العيادات الخاصة استغلوا وجود القمامة وتخلصوا من النفايات الطبية فيها. على الجانب الآخر، قال رمضان بريدي، رئيس مجلس قروي عنيبس التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة جهينة، إن مداخل القرية الشرقية والشمالية التي توجد بها تلال القمامة كلها تتبع إداريا الوحدة المحلية لمجلس ومدينة طهطا، وطالبوا مرارا وتكرارا مجلس مدينة طهطا بتوفير المعدات لإزالة القمامة بالتعاون معهم لفتح الطريق ومنع الروائح الكريهة، لكن دون جدوى. وأضاف بريدي ل"البديل" أن هذه المخلفات الصلبة نتيجة تراكمات سنين وليست شهور، وأنه نبه علي أصحاب الجرارات الزراعية في القرية بعدم إلقاء المخلفات في تلك الأماكن، مؤكداً أنه حرر محاضر قيمتها 5 آلاف جنيه ل4 أصحاب جرارات زراعية لإلقائهم مخلفات صلبة في هذه الأماكن، مناشدا رئيس مدينة طهطا بالتعاون معه في رفع المخلفات التي شوهت مداخل القرية. ومن جانبه، قال علي رفاعي، رئيس الوحدة المحلية لمجلس ومدينة طهطا، إن القمامة تملأ شوارع وطرق مدينة طهطا ونواحيها، وأنه بعد الانتهاء من رفع القمامة من مدينتين وقراهما، منهما "عنيبس" التي تقع في زمام طهطا إداريا. ويبقى أمل أهالي قرية عنيبس متعلق بالدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، في تنظيم حملة نظافة مكبرة علي القرية وباقي قرى المركز التي تعاني من انتشار القمامة وتهالك الأسلاك الكهربائية وتدني مستوى الخدمات في جميع القطاعات.