تتسلل اليابان إلى قارة إفريقيا عبر بوابة نيجيريا، شأنها شأن الكثير من الدول الآسيوية الرائدة، التي أولت اهتماما بالدولة الإفريقية الكبيرة، وقدمت طوكيو المزيد من الدعم لنيجيريا، سواء على شكل سندات مالية أو تنمية بشرية، بحجة إعطاء مواطنيها فرصة جديدة للحياة. وذكر موقع فانجارد، إن واحدا من المساعدات التي منحتها اليابانلنيجيريا يوم الأربعاء الماضي، عندما زار السفير الياباني، سادنبو كيشوكو، البلد الإفريقي وأرسل رسميا 29 من شباب الخريجين بها إلى طوكيو للمشاركة في برنامجها مبادرة "إفريقيا وتعليم إدارة الأعمال". وتعرض المبادرة فرصا للشباب الصغار من أجل نيل درجات علمية رفيعة في الجامعات اليابانية؛ حيث يتعلم الطلاب الدوليين المتميزين، أما الأكثر أهمية من فرصة التعليم، التي تمنحها اليابانلنيجيريا، هي تجربة التدريب في الشركات اليابانية من أجل تطوير المهارات والمعرفة الفعالة في مختلف المجالات؛ بهدف المساهمة في تطوير الصناعات في إفريقيا. وقالت صحيفة الإيكونوميست، إن نيجيريا استفادت من البرنامج أكثر من البلدان الإفريقية الأخرى، ويتوقع أن يسهم هؤلاء الشباب لدى عودتهم إلى نيجيريا، في تطوير بلدهم بالتعاون مع القطاع الخاص الياباني، وجاءت المنحة بعد شهرين من زيارة رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، شينيتشي كيتاوكا، إلى نيجيريا، الذي افتتح فيها عددا من المشاريع التنموية الاستراتيجية في جزء من البلاد، كما وعد خلال الزيارة بتقديم المزيد من المساعدات للبلد الإفريقي في السنوات المقبلة. وتعتبر وكالة التعاون الدولي اليابانية من أقدم المشاريع المساهمة في دعم نيجيريا منذ إنشائها في عام 1893، التي أكدت أنها ملتزمة بتقديم المساعدة للمجتمعات المحلية النيجيرية، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والمياه وإمدادات الطاقة؛ لتعزيز مستوى معيشة المواطنين. وتتعامل اليابان مع نيجيريا باستراتيجية منفردة عن التي تتعامل بها مع باقي دول القارة الإفريقية؛ لأن طوكيو تعتبر نيجيريا مفتاح الدخول لإفريقيا، وأن استقرارها وتنميتها وازدهارها في مصلحة اليابان العامة، لذا تدعم استقرار ونمو البلد الإفريقي في جميع السبل الممكنة. واليابان دائما لديها هدف خلف مساعدتها المادية لنيجيريا، فعلى سبيل المثال، كان خلف تعزيز الرعاية الطبية والتعليم في نيجيريا حماية ومساعدة المشردين داخليا والنازحين في أداماوا، وبورنو، ودعم سبل كسب العيش والتماسك الاجتماعي، ونزع التطرف ومكافحة الإرهاب والهجرة. وإلى جانب نيجيرياواليابان وبإلقاء نظرة شمولية على دول القارة السمراء، نجد أن اليابان تحاول تعزيز تواجدها في إفريقيا؛ حيث تستضيف مؤتمرا دوليا لتبادل الأفكار بشأن كيفية المضي قدما نحو إفريقيا. المؤتمر المقرر إقامته نهاية الأسبوع الجاري في نيروبي، يهدف رفع مستوى العلاقات بين اليابان والقارة السمراء إلى مرحلة جديدة؛ فيسعى إلى دراسة وتقديم أجوبة على انخفاض أسعار السلع الأساسية، وضعف النظم الصحية في إفريقيا، ومناقشة صعود التطرف والهجمات الإرهابية والصراعات العنيفة في القارة، كما يهدف لعمل إصلاحات هيكلية من خلال التنويع والتصنيع في القارة، فضلا عن تعزيز الاستقرار الاجتماعي.