نواصل تقديم حلقات "الكارتون بين الماضي والحاضر"، التي بدأناها في الحلقة الماضية بمجموعة من الموسيقيين الذي نحتوا أسماءهم في مجال الكارتون في حقبة الثمانينيات والتسعينيات، ونتاول في هذه الحلقة أبرز الأفلام الكارتونية التي تركت انطباعًا وشكلت وعي الجيل الحالي. المتابع لتاريخ الكارتون يجد أن الكارتون تربع على عرش المواد التي استقى منها جيلنا معلوماته، نظرًا لأن المنتج المقدم لم يحمل بين طياته السطحية كالمواد المقدمة إلى أطفال هذه الأيام، فإذا أخذك الحنين وشاهدت أحد أفلام الطفولة الكارتونية ستجد أن منتجيها حرصوا بشكل كبير على اللغة العربية ونطقها بالفصحة فلا يخلو مشهد من قيمة معينة يغرسها في الطفل، حتى الأغنية في المقدمة والنهاية دائمًا ما كانت ذات مغزي، على عكس ما يعرض في أيامنا للصغار. ونرصد 5 من أفلام كارتونية، التف حولها مواليد الثمانينيات والتسعينيات قدمت مضمون حوى قيمنا وأضاف الكثير لمن شاهده، وهذا ليس حصرًا بل مجرد أمثلة على نوعية المضمون المقدم في تلك الحقبة. جرانديزر لم يحقق هذه العمل النجاح في الدولة التي أنتجته وهي اليابان مثلما حققه عندما دوبلج إلى العربية فكرته قائمة في الأساس على الصراع بين الخير الذي يمثله بطل العمل دايسكي والشر ممثلًا في فيجا الكبير وهو قائد فضائي هدفه السيطرة على كل كواكب الكون. العمل قدم بين طياته قيم الخير، فضلًا عن تركيزه على اللغة العربية والنطق الصحيحة لها ومقدمة العمل التي غناها الفنان اللبناني سامي كلارك والتي بث فيها صناعه قيم الخير والحق. كعبول الكارتون قائم في الأساس على كلب يتسم بالكسل الشديد، في المقابل هناك المخترع "عبقرينو" الذي لا يكف عن اختراع أشياء جديدة يعتقد من وجهة نظره أنها ستخدم البشرية لكنها دائم ما تسبب المشاكل له ولكعبول، وهو مقتبس في الأساس من كوميكس قدمت لأول مرة في مجلة تان الفرنسية عام 1968 بإجمالي 39 ألبوم، ثم حول إلى إنمي ياباني في الثمانينيات ومنه دوبلج إلى العربية. كابتن ماجد إذا ذكر كابتن ماجد ذكرت تسديدته التي تأخذ ثلاث حلقات حتى تصل إلى المرمى مسلسل ياباني قدم لجمهور الثمانينيات والتسعينيات، لاقت شخصيته رواجًا كبيرًا في منطقتنا بعد دبلجته إلى اللغة العربية، حيث أدت شخصية ماجد الممثلة الأردنية سهير الفهد. وقرر مصمم شخصيات العمل ومنتجه الياباني يوتيشيتاكاهاشي تقديم حلقات جديدة منه خلال كأس العالم 2018 الذي سيقام فاعلياته بروسيا، وسبق لتاكاهشي أن اعترف بأنه استلهم فكرة الكارتون من فريق برشلونة في فترة المدرب الراحل يوهان كرويف، كاشفًا أن شخصية الكابتن ماجد تشبه في صفاتها أندريس إنييستا نجم البرسا ومنتخب إسبانيا. ماوكلي فكرة الكارتون مستمدة في الأساس من رواية "كتاب الأدغال" وقدمت في 52 حلقة عام 1989، الكارتون ترك انبطاعًا لا ينسى في جيل الثمانينيات والتسعينيات بأكمله. جزيرة الكنز مأخوذ من رواية "جزيرة الكنز" للكاتب الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون أنتجته شركة طوكيو موفي شينشا عام 1978، دبلجت الحلقات للعربية عن طريق "مؤسسة التليفزيون اللبناني" في الثمانينيات، وأخرجها وئام الصعيدي وغنى سامي كلارك المقدمة وقدمت للجمهور للمرة الأولى في 1983. ما قدمناه في السابق ليس حصر للمسلسلات الكارتونية التي نشأ عليها شباب اليوم، بل لازالت القائمة مفتوحة لتشمل النمر المقنع، مازنجرر، السنافر، الكابتن رابح، باباي وزيتونة، سلاحف النينجا، وغيرها من الأعمال التي لاتنسى، وتستحق أن نرفع القبعة لمن قدم لنا هذا وساهم في تشكيل وعينا بشكل إيجابي، في الحلقة المقبلة أقدم لكم أبرز فناني الدوبلاج الذين ارتبط صوتها بشخصيات كارتونية لا تنسى.