يعتبر الفن المقدم إلى الطفل، أخطر أنواع الفنون؛ فمن خلاله يمكن تشكل وعي أمة سيقودها هذا الطفل في يوم من الأيام، كما نستطيع بث قيم الخير أو الشر حسبما نريد وطبقًا للأهداف. ويعتبر جيل الثمانينيات والتسعينيات أكثر الأجيال حظًا لعدة أسباب أولها أن هذه الفترة لم يطغ فيها الإنترنت على وسائل جذب الأطفال، وثانيهما أن التليفزيون كان الوسيلة الرئيسية في شد انتباه الطفل آنذاك، الأمر الذي دفع بعض الآباء إلى اللجوء إلى الكارتون لاستخدامه في صياغة عقل الأطفال بطريقة سليمة. نقدم في هذا الملف عدة حلقات، أبرزها المسلسلات الكارتونية في التسعينيات، والممثلين الذين شاركوا في دبلجتها، بجانب أسباب تراجع المنتج المقدم في المجال الكارتوني حاليًا، وحوار مع طارق العربي طرقان، أحد رائدي التلحين في مجال شارات الكارتون، ونبدأ الحلقة الأولى بالموسقيين الذين لحنوا وغنوا شارات "تترات" الأفلام الكارتونية خلال الحقبة سالفة الذكر. وسنتناول في الحلقات القادمة أبرز المسلسلات الكارتونية في التسعينيات، والممثلين الذين شاركوا في دبلجتها، بجانب أسباب تراجع المنتج المقدم في المجال الكارتوني حاليًا، وحوار مع أحد رائدي التلحين في مجال شارات الكارتون والملحن طارق العربي طرقان. فرغم ما تعانيه سوريا حاليًا من حرب مزقتها إلى أشلاء، لكن لا يمكن تجاهل أنها في فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت مركزًا لفن دوبلاج الكارتون، وأنتجت العديد من الروائع الكارتونية التي جمعت حولها المشاهدين في مختلف أنحاء الوطن العربي. المتابع للكارتون في الفترة المذكورة يجد دائمًا "مركز الزهرة" يسيطر على تتر أي منتج كارتون يقدم آنذاك؛ خاصة أنه اعتمد على فنانين تميزوا بالإجادة التامة للغة العربية ومخارج الحروف بها، فكارتون هذه الفترة تعليمي أكثر من أي شيء آخر، إضافة إلى الموسيقين والمغنيين الذين حرصوا على تقديم أغاني هادفة تحمل بين طيات كلماتها قيما تزرع في عقل الطفل. سنتناول في هذه الحلقة أشهر موسيقيي مركز الزهرة الذي أثروا عقولنا في حقبة الطفولة.. طارق العربي طرقان واحد من الملحنين الذي ساهموا في إنتاج العديد من تترات المسلسلات الكارتونية، فبجانب هوايته في التحلين غنى وألف العديد منها، أول ماقدم لجمهوره كان كارتون ماوكلي الذي لحنه وغناه مشاركة مع الفنانة أمل حويجة، كما أن أبنائه الثلاثة "ديما وتاله ومحمد" أدوا العديد من تتر الأعمال الكارتونية. أسس "طرقان" في أعماله لأسلوب موسيقي جديد يعتمد على إعلاء قيمة الكلمات المقدمة واستخدام اللحن في إضفاء قيمة عليها، كما أنه قدم العديد من الأعمال، منها على سبيل المثال الكابتن ماجد، والمحقق كونان، وروبنهود، وصقورالأرض، والماسة الزرقاء، والصياد الصغير، ومغامرات سوسان، وهزيم الرعد، وسابق ولاحق، وأتوبيس المدرسة العجيب وغيرها. سامي كلارك فنان لبناني ولد عام 1948 اسمه الحقيقي سامي حقيبة، لكنه اختار اسم سامي كلارك لسهولة نطقه بالإنجليزية، صوته أوبرالي وغني بلغات أجنبية مختلفة منها الإنجليزية الفرنسية، الإيطالية، الأرمنية، اليونانية، الألمانية، الروسية. واحدة من أبرز أغانيه التي ظلت عالقة في عقول جيلنا، تتر المقدمة والنهاية لكارتون "جريندايز"، إضافة إلى أغنيته الشهيرة في كارتون الرسوم المتحركة "جزيرة الكنز". رشا رزق فنانة سورية بدأت مسيرتها في الغناء منذ صغرها، كما أنها شاركت في بعض الأعمال التي قدمها مركز الزهرة وتعمل حاليًا كأستاذة للغناء الأوبرالي في المعهد العالي للموسيقى بدمشق، ومتزوجة من الملحن وعازف القيثارة إبراهيم سليماني، وأسسا معًا فرقة أطلقا عليها اسم "إطارالشمع". قدمت رزق العديد من الأعمال للأطفال، منها تترعبقور، بابار، سندريلا، عهد الأصدقاء، الجزء الثالث من كابتن ماجد، المحقق كونان، المقاتل العجيب، القناص، باص المدرسة العجيب، الضاحكون. هالة الصباغ مطربة سورية ولدت عام 1988 بدأت الغناء في سن السادسة، ونقطة انطلاقها كانت أنشودة "طلقة" التي تحدثت فيها عن الشهيد محمد الدرة، التي كتبها الفنان طارق طرقان. تعتبر أغنية "أمي كم أهواها" واحدة من أغاني الأطفال التي قدمتها، ولاقت نجاحًا كبيرًا في الوطن العربي، وأغنية "بائعة الكبريت"، فضلًا عن أنشودة "ياطيبة" التي غنتها من قبلها الفنانة عنان الخياط. عنان الخياط قدمت الخياط الكثير من الأغاني التي لازالت عالقة في الذهن، رحلتها الفناية لم تتعدى ال5 سنوات، إلا أنها أنتجت فيها مجموعة غنائية رائعة، وغنت تتر بعض المسلسلات الكارتونية منها أبطال الدجتال "الجزءالثالث"، أنا وأختي، مدينة المعلومات وقدمت أغنية "ياطيبة "التي غنتها بعدها هالة الصباغ، نورفي الأجواء تألق، أهلا أهلا يارمضان ، ياشهرالغفران. في الحلقة المقبلة، سنقدم لكم أبرز الأفلام الكارتونية التي تركت انطباعًا لا ينسى في الجيل الحالي.