في الوقت الذي أدان فيه تقرير اللجنة الرباعية الدولية للسلام بالشرق الأوسط ممارسات الكيان الصهيوني، وطالبته بوقف بناء المستوطنات وعدم إعاقة التنمية الفلسطينية، ردت إسرائيل على هذا التقرير بزيادة الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني ضاربة بهذه المطالبات عرض الحائط، مشيرة في ممارستها إلى عدم احترام الجهات الدولية، التي كثيرًا ما تثير انتقادات للاحتلال، وهي تعلم أنها لم تقدم جديدًا للقضية الفلسطينية. وعلى الرغم من هذه الإدانات التي وردت في تقرير اللجنة الرباعبة، إلا أنه يبدو أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لروما في الفترة الأخيرة كانت سببًا في تقليل حدة تقرير اللجنة الرباعية، حتى أصبح لا يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، خصوصًا الانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 67 وعدم شرعية الاستيطان. وانتقد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تقرير الرباعية الدولية الجديد، قائلًا إنه لا يتضمن انسحابًا كاملًا من حدود عام 1967 بما يشمل مدينة القدسالمحتلة. فيما رحبت إسرائيل ببعض جوانب التقرير، وانتقدت الإدانات الموجهة لها فيما يخص المستوطنات والانتهاكات الممارسة ضد الشعب الفلسطيني. وتضم اللجنة الرباعية الدولية كلًّا من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وقال أبو ردينة إن الجانب الفلسطيني توقع تقريرًا يؤدي إلى تطبيق الشرعية الدولية والمبادرة العربية، واعتبر أن الحل الوحيد لاستقرار المنطقة والعالم يمر عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وإطلاق سراح جميع الأسرى. من جانبه رحب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببعض الجوانب التي أوردها تقرير اللجنة الرباعية، لكنه قال إن إسرائيل تختلف مع بعض التأكيدات بشأن وقائع وسياسات، وأضاف أن التقرير "لا يزال يردد أوهامًا بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تمثل عائقًا أمام السلام". وطالبت اللجنة الرباعية إسرائيل بوقف بناء المستوطنات وعدم إعاقة التنمية الفلسطينية والتخلي عن استخدام الأراضي التي ينوي الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها، مشيرة إلى أن السياسة الإسرائيلية "تقوض على نحو راسخ إمكانية نجاح حل الدولتين". وأضافت اللجنة "هذا يطرح تساؤلات مشروعة عن نوايا إسرائيل على المدى الطويل والمقرونة بتصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين بأنه يجب ألا تكون هناك أي دولة فلسطينية على الإطلاق". وعلى الرغم من صدور التقرير في صالح الكيان الصهيوني مع بعض الإدانات إزاء انتهاكاته، إلا أنه أكد استمرار الانتهاكات، فضلًا عن تقديم رسالة إلى اللجنة الرباعية بإنها لا تمثل سلطة على الكيان الصهيوني، وظهر كل ذلك جليًّا في يوم واحد عقب صدور التقرير، بدءًا من استشهاد فلسطينين، مرورًا بإغلاق مدينة الخليل بالكامل والحد من عمليات تحويل أموال الضرائب، وصولًا إلى الغارات التي شنتها قوات الاحتلال على مناطق في قطاع غزة. إغلاق مدينة الخليل بالكامل وفرضت قوات الاحتلال إغلاقًا كاملًا لمدينة الخليل والمنطقة المحيطة بها، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بيتر ليرنر إنه سيتم أيضًا نشر كتيبتي مشاة تضمان مئات الجنود حول هذه المدينة، وهو «الإجراء الأكبر على الأرض منذ عام 2014»، من دون أن يحدد الوقت الذي ستستغرقه العملية. كما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحد من عمليات تحويل أموال الضرائب التي تجمعها سلطات الاحتلال لحساب السلطة الفلسطينية، وأوضح مكتب نتنياهو أن الأخير «أمر بحسم المبالغ التي تدفعها السلطة الفلسطينية (لعائلات الشهداء) من مجموع أموال الضرائب التي تحول إليها»، في إشارة إلى المساعدات الشهرية التي تدفعها السلطة لعائلات الشهداء الفلسطينيين. قتل فلسطينية بحجة ارتكاب عملية طعن وإطلاق الغاز على ستيني وبالأمس استشهد فلسطينيان في الأراضي المحتلة، أحدهما إثر إطلاقه النار على مستوطن في جنوب الخليل، حيث أطلق الفلسطيني النار على سيارة كان بداخلها مستوطن، وذلك غداة استشهاد اثنين فلسطينين آخرين بعمليتي طعن في الضفة الغربية. أما الشهيد الثاني فهو رجل في الستينبات من عمره، واستشهد نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون على حاجز قلنديا، بعدما تجمع آلاف الفلسطينيين من نساء ورجال للدخول الى القدسالمحتلة؛ للصلاة في المسجد الأقصى في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ولحضور ليلة القدر، لكن الجيش الإسرائيلي استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريقهم بحجة عدم السماح للشبان بالعبور. وغارات على مواقع المقاومة من جانب آخر قصفت طائرات الاحتلال، السبت، أهدافًا مختلفة في قطاع غزة، وذلك ردًّا على ماقاله الكيان الصهيوني بإطلاق صاروخ شنه ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة على جنوب الأراضي المحتلة، ما تسبب بأضرار مادية دون وقوع إصابات. واستهدف القصف الإسرائيلي موقعًا عسكريًّا لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في مدينة غزة، وورشة حدادة في حي الزيتون شرقي المدينة، وموقع "عسقلان" التابع لكتائب القسام في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع .