واجه طلاب الثانوية العامة قرار وزارة التربية والتعليم، أمس الأحد، بإلغاء امتحان مادة الرياضيات التطبيقية «الديناميكا»، وتأجيل امتحانات مواد «الجيولوجيا والعلوم البيئية، والتاريخ، والرياضيات البحتة الجبر والهندسة الفراغية» ل2 يوليو المقبل على إثر تسريب الامتحانات، بتظاهرات واسعة، تواصلت لليوم الثاني على التوالي أمام وزارة التربية والتعليم. وطالب المتظاهرون في مختلف محافظات مصر، بإقالة الوزير وتعديل نظام الثانوية العامة وإيقاف تسريب الامتحانات ومحاسبة المسؤولين عنه، والتراجع عن قرار تأجيل وإلغاء الامتحانات، معلنين عدم خوض الامتحانات في الموعد الذي حددته الوزارة، رفضًا للتلاعب بمستقبلهم. وتقدم الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، ببلاغ للنائب العام بشأن واقعة تسريب امتحان «الديناميكا» الذي أداه طلاب شعبة الرياضيات بالثانوية العامة، وكانت الوزارة قد أعلنت في بيان سابق أنها حددت هوية الأشخاص المتورطين في ارتكاب وقائع تسريبات امتحانات الثانوية العامة، والمشتركين في عمليات التسريب بثانوية 2014 وحتى ثانوية هذا العام، حيث حددت الداخلية رئيس قسم بالمطبعة السرية لوزارة التربية والتعليم، المحبوس حاليًا على ذمة القضية، هو وزوجته، و8 آخرين، ورغم القبض عليهم واستدعاء نيابة حوادث جنوبالقاهرة الكلية، رئيس المطبعة السرية بوزارة التربية والتعليم؛ لمواجهته باعترافات زوجته، بحسب بيان الداخلية، إلَّا أن التسريبات مازالت مستمرة. قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي: الحكومة سعت مرة تلو الأخرى لتجاوز محنة الثانوية العامة بالإعلان عن القبض على المسؤولين عن تسريب الامتحان ومع هذا ظلت التسريبات مستمرة، وبالتالي فقد الامتحان أهم شروطه وهي العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب. وأشار مغيث إلى أن الدولة لا تشعر بخطورة تداعيات المشكلة على المستقبل، وأبسطها أن يشعر المجتهدون المجدون بالقهر والإحباط، وينتشي الغشاشون ويفاخرون بقدرتهم على تحطيم القانون والمعايير، مضيفًا: «نحن في انتظار الأسوأ». وقال الدكتور محمد عبد الفتاح، الخبير التربوي بتربية عين شمس: بعد وقائع الغش التي أصبحت تقريبًا مقننة، لم يبق سوى أن نضفي على الغش صفة الرأسمالية ويصير له ثمن.