اتجهت أيرلندا إلى إفريقيا كغالبية الدول الكبرى، ووجدت فيها مكانا مهما للاستثمار، ومن منطلق أهمية القارة، ركزت أيرلندا على العلاقات التجارية، معتبرة إياها أهم خطوة في إفريقيا، وأن النجاح الفعلي لها داخل القارة السمراء سيتحقق عندما يصل حجم التبادل التجاري بين الطرفين إلى 24 مليار يورو بحلول 2020. وقال موقع ذى إيريش تايمز: «يتعين على الشركات الأيرلندية أن تتطلع لزيادة الصادرات في إفريقيا، حيث توجد فرص ضخمة في عدد من القطاعات، لا سيما تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطيران». وأضاف الموقع: «تعمل إيرلندا فعليا على زيادة عدد الشركات بشكل كبير في إفريقيا، خاصة أن 460 شركة في القارة، عدد غير كاف للتبادل التجاري بين البلدين، وتأمل أيرلندا في زيادة عدد الشركات إلى 550 خلال العامين المقبلين». وتابع الموقع الأيرلندي: «نحو 80 % من الصادرات حاليا في قطاع الأغذية الزراعية أو التكنولوجيا، تحاول إيرلندا نشرها في أغلب الدول الإفريقية، وتأمل في تحقيق استراتيجيتها بمضاعفة الصادرات المملوكة الأيرلندية إلى أفريقيا في غضون أربع سنوات فقط، كما تأمل في توطيد علاقتها بالقارة بشكل أكبر». وأوضح «ذى إيريش تايمز»: «تنظر أيرلندا إلى إفريقيا على أنها المنطقة الجذابة للمصدرين الأيرلنديين، وأن القارة أصبحت – أكثر من أي وقت مضى- وجهه حيوية أكثر من أوروبا، وأن التحديات التي تواجه القارة والفرص التي تتيحها، حيوية للرفاهية وازدهارها، والتي ستستمر لعقود مقبلة». وأكد الموقع أن حجم التجارة البينية، ارتفع بين إفريقيا وأيرلندا بنحو 4.5 بليون يورو بين عامي 2010 و2014، وفي العام الماضي، شملت صادرات بقيمة 1.5 مليار يورو وواردات ب724 مليون يورو، مضيفا: «تمثل جنوب إفريقيا ونيجيريا ومصر ما يقرب من 60 % من إجمالي الصادرات السلعية إلى إفريقيا في عام 2015، وبلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 884 مليون يورو». والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تستخدم أيرلندا نفس السياسة الصينية تجاه القارة، التي بدأت بتوطيد العلاقات التجارية، وكانت تنفي في البداية غرضها لإقامة أي علاقة سياسة مع القارة أو أي تدخل في شؤونها، وبمرور الوقت، أصبح للصين قوات لمحاربة الإرهاب في القارة، وكذلك مساعدات عسكرية وغيرها؟ والمطمئن لإفريقيا تجاه نوايا إيرلندا، أنها لم تكن من الدول الاستعمارية الكبرى التي أنهكت القارة، بل إن أيرلندا نفسها عانت من الاستعمار الإنجليزي، وناضلت منذ عام 1916 من خلال ثورة عارمة على الاستعمار لنيل استقلالها، وحتى بعد الاستقلال، أخذت تناضل لكي تنضم إلى الاتحاد الأوروبي عام 1993 وإلى الاتحاد الأوروبي التجاري عام 1999، أعلنت بريطانيا وأيرلندا عام 1993، أحقية كل سكان أيرلندا في تقرير مصيرهم والدعوة إلى بدء محادثات سلام عامة، أي أن هذه الدولة تحاول تقوية نفسها اقتصاديا، ومن الصعب أن تفكر في التورط سياسياً أو عسكريا بأي علاقات في القارة السمراء.