أعلن الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان عن مبادرة للتصالح مع النظام الحالي بعد سلسلة رفض للعديد من المبادرات التي سبق وطرحها عدد من أنصار الجماعة وعلى رأسهم الدكتور محمد سليم العوا ومبادرة حزب الوسط والشيخ عبود الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية وكل هذا المبادرات التي كان أصحابها يريدون إنهاء حالة الاحتراب بين الجماعة والنظام، لكنها فشلت ورفضها الإخوان وقتها بحجة عدم التصالح على الدماء. وأهم بنود مبادرة عزت تقضي بالاعتراف ب30 يونيو وتقديم اعتذار عما بدر من الجماعة وبعض أعضائها للشعب، وكذلك عدم الحديث عن أعضاء الجماعة المحبوسين على ذمة قضايا عنف، بل يتم الإفراج فقط عن مسجوني الرأي، و أكد مصدر بالإخوان أن الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية يقوم بجولات داخل السجون لفتح حوار مع شباب الإخوان حول مسألة التصالح مع النظام. وقال عز الدين دويدار، القيادي بجماعة الإخوان في بيان له أمس الأول، إن مصالحة عزت تأتي على حساب دماء شباب الإخوان التي سالت في الشوارع ونحن لن نقبل بها مهما كلفنا الأمر؛ لأن مشروع المصالحة الذي طرحه "عزت" لا يشترط الإفراج عن كل المعتقلين بل هناك توافق على تجاهل المعتقلين في قضايا العنف وهم أكثر من نصف المعتقلين، وقفل باب القصاص تماما، وفي النهاية نستسلم تماما ونغلق صفحة الثورة مقابل خروج معتقلي التظاهر والرأي وهذا مرفوض تماما. وقال سامح عيد، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن تمرير مصطلح المصالحة كلفظ مع الإخوان يعد اعتراف بالتنظيم وبوجوده تظهر الدولة بمظهر الكاذب، فالنظام الحالي شيطن الإخوان وحملهم نتائج كل ما يحدث في الشارع والآن يريد التصالح معهم، مضيفا أن النظام الحالي لا مشكلة لديه في الإفراج عن أفراد من الإخوان فالدولة تتعامل بانتقائية شديدة مع هذا الملف. وأكد عيد، أن قواعد الإخوان لن توافق كلها على المصالحة بل سيعتبرونها تضحية بالدماء، كما سيرى جيل الطلاب أن المصالحة خيانة، فهذا الجيل لم يبايع المرشد ولم ينخرط في أدبيات الجماعة التي تقبل بالمصالحة لاستمرار كيان الإخوان في الحياة السياسية، ومن يقبل بالمصالحة مع الدولة هي أجيال الوسط من سن 40 عاما، فهؤلاء يريدون العودة لحياتهم الطبيعية وعودة تجارتهم التي توقفت جراء النزاع بين الدولة والإخوان. واستنكر عيد ذهاب الدكتور أسامة الأزهري للسجون للتصالح مع الإخوان وعدم تفاوضه مع شباب التيار المدني المسجون حاليا رغم أن هؤلاء يعترفون ب30 يونيو. وفي نفس السياق، قال هشام النجار، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن القائم بأعمال المرشد العام للإخوان محمود عزت مازال يعزف على نغمة إنه التيار النابذ للعنف وتيار الشباب، وهو يسوق لنفسه من هذا المنطلق والشباب رافض هذا الأمر جملة وتفصيلا. وأضاف النجار، أن ما قاله إبراهيم منير القيادي بالجماعة في الخارج داخل مجلس العموم البريطاني يسير في نفس السياق، حيث اتهم الشباب وحلفاء الإخوان كالجماعة الإسلامية بانتهاج العنف وهذا خطاب موجه للغرب، وبالنسبة للخطاب الموجه للدولة المصرية هم يقولون نحن التيار الذي يمكن الاعتماد عليه للسيطرة على مقاليد الأمور. وأوضح النجار، أن المؤشرات الحالية تؤكد وجود مصالحة؛ لأن سياسة العنف فشلت ولم تفلح، وعزت أول من أمر بانتهاج العنف ولكنه فشل، لذلك تعتمد الجماعة مسارا آخر وهو التصالح. وتابع النجار، أن الدولة تركت محمود عزت دون القبض عليه للسيطرة على التنظيم، والإخوان رفضوا التصالح مع الدولة في السابق؛ لأن الدعم التركي كان لازال قائم وتراجعه سبب فتح المصالحة الآن، حيث أن تركيا وقعت في مشكلات وخلافات مع أمريكا فيما يخص الملف السوري، فبينما تريد تركيا السيطرة على حلب والدخول في حرب برية في شمال سوريا تميل أمريكا لمسار آخر مختلف. وتوقع النجار، أن توافق الدولة على المصالحة بشروطها فلا حديث عن الملوثة أيديهم بالدماء، ولكن الحديث عن المحبوسين في قضايا الرأي فقط، وستقدم الجماعة اعتذارا واعترافا ب30 يونيو ورجوع الإخوان للمشهد سيأخذ مراحل حتى يتم إعادة دمجهم مرة أخرى.