* أولوية الجماعة ستكون تقوية سيطرتها السياسية داخل مصر.. والمواجهة مع أمريكا وإسرائيل تعرض هذه السيطرة للخطر * الجماعة تترك الخيارات مفتوحة لتجنب مواجهة مع واشنطن وتل أبيب وأيضا عدم خسارة قاعدتها المعادية لإسرائيل * الصحيفة ترجح أن تنأى الجماعة بنفسها لفترة عن الوزارات التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل كالخارجية ترجمة- نفيسة الصباغ: ذكرت صحيفة “بوسطن جلوب” أن الإخوان المسلمين يحاولون المناورة في طريقتهم، للتوفيق ما بين أيديولوجية شديدة العداء لإسرائيل وحقائق توازنات الحكم، فيما تصعد الجماعة لقيادة مصر للمرة الأولى في تاريخها وتواجه تساؤلات جوهرية حول كيفية التعامل مع معاهدة السلام التي تم توقيعها مع الدولة العبرية. وأضافت الصحيفة أن موقف الجماعة حيال الاتفاقية مؤشرا على نموذجها السياسي، فيمكنها اللعب على التشدد لصالح براجماتية على المدى القريب، فيما تنظر للمدى البعيد وتترك الخيارات مفتوحة بما يسمح بتمهيد الطريق. كما يمكن أن يعكس موقف الجماعة- وفق الصحيفة- تطور الجناح السياسي للجماعة والذي سيكون أعضاؤه منخرطين في الحكم، وتدريجيا عليهم تمييز أنفسهم عن الخط المتشدد للجماعة نفسها. واعتبر التقرير أن الجماعة تواجه تحديا وأزمة حقيقية، فللمرة الأولى هم يحكمون، وهو ما يجبرهم على التعقل عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، لأن أي حسابات خاطئة قد تنسف انتصارهم، وفق خليل العناني الخبير في الحركات الإسلامية. وطمأنت الجماعة رسميا الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها ستلتزم بالاتفاقية التي وقعت منذ 32 عاما. فنقض الاتفاقية ليس مطروحا على الطاولة، حيث سيضع الجماعة في صراع غير ضروري مع الغرب. وبدلا من ذلك يقول قيادات الجماعة إنهم يريدون التفاوض على بعض بنود الاتفاقية، خاصة فيما يتعلق بمحاذير تواجد القوات في سيناء. وفي الوقت نفسه، يرفضون الاتفاقية باعتبارها غير منصفة لمصر ويطرحون احتمالات الاستفتاء عليها، وهو ما يمكن اعتباره محاولة لمخاطبة القاعدة الجماهيرية المعادية لإسرائيل، إلا أن مثل هذا الاستفتاء قد يفجر الوضع حيث يرفض الشعب المصري الاتفاقية. وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة تقول أيضا أنها لن تعترف بإسرائيل وأن أعضائها لن يلتقوا مع إسرائيليين، وقال القيادي في الجماعة محمود عزت لوكالة أنباء أسوشيتد برس إنه “لا أحد يمكنه إجبارنا على الجلوس مع إسرائيل”، وقال إن الجماعة قد تسلك نهج حماس في التعامل مع إسرائيل عبر وسطاء. وأضاف: “لدي الحق في التعامل بهذه الطريقة التي تتوافق مع موقفي دون إضرار بباقي الأطراف”. ويعتقد المحللون، وفقا للصحيفة، أن الجماعة على المدى القصير ستظل بعيدة عن المواقع الوزارية التي تتضمن تعاملا مباشرا مع إسرائيل مثل وزارة الخارجية، وستعتمد على الرئيس المنتخب في التعامل مع إسرائيل فيما يتعلق باتفاقية السلام. كما أن أولوية الجماعة ستكون تقوية سيطرتها السياسية داخل مصر، ويمكن أن تتسبب أي مواجهة مع أمريكا وإسرائيل في تعريض هذه السيطرة للخطر.