قالت إذاعة صوت أمريكا، إن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يصل مصر اليوم الأحد، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني وتوقيع صفقات سلاح مربحة، رغم الانتقادات الحادة من جانب منظمات حقوق الإنسان لمصر. وأوضحت الإذاعة أن القاهرة جزء من جولة أولاند التي تستمر أربعة أيام في الشرق الأوسط، بدأت يوم السبت من لبنان وتنتهي يوم الثلاثاء في الأردن، مشيرة إلى أنه سيعالج القضايا المشتركة مع الحلفاء العرب، بداية من الإرهاب وعدم الاستقرار في العراق وسوريا وليبيا، وأزمة اللاجئين والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأضافت الإذاعة الأمريكية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيوقع على اتفاقيات أسلحة بنحو 1.1 مليون دولار أمريكي، غدًا الاثنين، بما في ذلك شراء مصر نظام اتصالات فضائي عسكري فرنسي. وأشارت الإذاعة إلى أن الأسلحة الفرنسية وصلت مبيعاتها لمستوى رفيع خلال الأشهر الأخيرة، حيث شملت صفقات بمليارات الدولارات من جانب مصر وقطر، وسيتم بيع 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال، كما أن باريس تجري محادثات بشأن بيع رافال لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتشير الإذاعة إلى أن مبيعات الأسلحة تؤكد دور فرنسا الجديد، كونها أكبر مورد للأسلحة إلى مصر، متفوقة على الولاياتالمتحدة، وهذا بمثابة رسالة إلى واشنطن، التي علقت المساعدات العسكرية لمصر، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013، مضيفة أن واشنطن رفعت التجميد في العام الماضي، لكن مصر تنوع من موردي أسلحتها. وترى الإذاعة أن انشغال واشنطن ودورها في الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي، كان أحد أسباب تراجع تصدير الأسلحة لمصر، حيث يقول بير تران، مراسل أخبار الدفاع في باريس: «الدول العربية تتقلب حاليًا مع الولاياتالمتحدة، والتي قد خيبت آمال بعض هذه الدول؛ بسبب الاتفاق النووي مع إيران». ويضيف: «على النقيض كانت فرنسا متشددة تجاه النووي الإيراني، مما كان له مردود جزئي، حيث تمت دعوة هولاند ليصبح أول زعيم غربي يحضر قمة دول التعاون الخليجي في مايو الماضي، في حين لم تحضر الولاياتالمتحدة». ولفتت الإذاعة إلى أن مصر ستشتري أربع سفن حربية فرنسية، كما أن شراء الطائرات الرافال يعكس القلق بشأن التهديد الإقليمي المتنامي من قِبَل الجماعات الإرهابية، مشيرة الإذاعة إلى أن زيارة هولاند تأتي وسط انتقادات متنامية للقاهرة؛ بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان منذ عام 2013، بالإضافة إلى مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في فبراير الماضي. وأضافت الإذاعة أنه في مقال افتتاحي بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكة، انتقدت الصحيفة بشكل حاد الدول الغربية التي تتاجر بالسلاح مع مصر؛ لعدم التحدث علنًا ضد انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، واصفة صمت فرنسا بالمخجل.