في إطار التضييق الدولي المستمر على الكيان الصهيوني خاصة من قبل دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية، بعدماانكشفت الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وباتت غير قابلة للشك، يسعى الاحتلال إلى فتح جبهات جديدة والتوجه إلى دول من خارج المنطقة لكسر العزلة، وكانت الهند قِبلة الاحتلال هذه المرة. وقعت شركة تطوير وسائل القتال الإسرائيلية "رفائيل"، وشركة ريلاينس ديفنس الهندية، اتفاق تعاون حول إنتاج وتطوير منظومات الدفاع الجوي، وصواريخ جو جو، ومناطيد مراقبة كبيرة، لمصلحة السوق الهندية، فيما رأى المدير العام لشركة "رفائيل"، يوآف هار ايفن، أن هذا التعاون يساعدنا على إعطاء وزارة الدفاع الهندية القيمة المضافة اللازمة لها، وقد حضر حفل التوقيع السفير الإسرائيلي في الهند، داني كرمون، الذي أكد على أن الاتفاق يهدف إلى تنفيذ مشاريع محلية لوزارة الدفاع الهندية بقيمة عشرة مليارات دولار. في ذات الإطار ذكر موقع إسرائيل ديفنس، أن قائد سلاح الجو الهندي، أروب راحا، يزور تل أبيب لعدة أيام، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية، ويفترض أن يكون "راحا" قد التقى بوزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس الأركان ونظيره الإسرائيلي، وقد زار قاعدة سلاح الجو "حتساريم"، ولفت الموقع إلى تطوير عدة مشاريع بين إسرائيل والهند تتصل بمنظومات الدفاع الجوي، باسم "باراك 8″، للساحتين البرية والبحرية، إضافة إلى مشاريع أخرى تتعلق بسلاح الجو الهندي والمدرعات. تأتي هذه الصفقة كحلقة في سلسلة طويلة من الصفقات والتفاهمات والاتفاقات المشتركة بين الهند وإسرائيل، ففي المجال العسكري، عززت تل أبيب علاقاتها مع الهند خلال السنوات الأخيرة، بعدما تحولت الهند إلى إحدى ساحات التصدير الكبرى لإسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق بالمقتنيات العسكرية، فأصبحت إسرائيل ثاني مصدر للأسلحة إلى الهند بعد روسيا في حين تأتي الولاياتالمتحدة في المركز الثالث، فقد باعت إسرائيل للهند العديد من الزوارق لخفر السواحل ومدافع وصواريخ وطائرات بدون طيار ومعدات الكترونية متطورة. كان آخر الصفقات العسكرية بين البلدين تلك التي كشفت عنها صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية في فبراير الماضي، وقالت إنها الأضخم فى تاريخ العلاقات بين إسرائيل والهند، حيث بلغ إجمالى الصفقة حوالى 3 مليار دولار، وبموجب الصفقة تحصل الهند على 164 قذيفة صاروخية موجهة بالليزر والتى يتم تركيبها على مقاتلات روسية من نوع سوخوى وياجور، بالإضافة إلى 250 قنبلة ذكية والتى بإمكانها تدمير مواقع محصنة وأخرى تحت الأرض. وقالت الصحيفة الإسرائيلية حينها إنه بجانب الصفقة تعتزم الهند أيضًا شراء 321 منظومة سافيك، والتى يركب عليها صواريخ موجهة ضد الدبابات و8356 صاروخ موجه أيضًا، وأضافت الصحيفة أن الجيش الهندى يحتاج وبشكل عاجل لمنظومة صواريخ مضادة للدبابات من أجل تزويد 382 لواء مشاة و44 وحدة من سلاح المشاة المدرعة. وفي أكتوبر عام 2014، عقد الطرفين صفقة عسكرية ضخمة أيضًا، زودت إسرائيل بموجبها الهند بصواريخ مضادة للدبابات من طراز "سبايك" بعقد قيمته نصف مليار دولار، وخلال نفس العام صادقت حكومة نيودلهى على صفقات دفاعية مع إسرائيل بقيمة 662 مليون دولار، فيما وصل حجم التجارة المتبادلة بين الهند وإسرائيل إلى 6 مليارات دولار سنويًا. ودشن سلاح البحرية الهندي الفرقاطة "Visakhapatnam" القادر على التهرب من أجهزة الرادار المختلفة، بعد تزويدها بمنظومات رادار وإنذار إسرائيلية الصنع، وبحسب السلطات الهندية فإن الفرقاطة المذكورة ستدخل في الخدمة رسميًا في عام 2018. واختبرت الهند في ديسمبر الماضي صاروخًا جديدًا طورته مع إسرائيل، ويمكن للصاروخ بعيد المدى التصدي للتهديدات الجوية، وقالت وزارة الدفاع الهندية حينها، إن سفينة حربية نفذت تجربة إطلاق نظام الصواريخ الذي تعاونت الهند وإسرائيل على تطويره. الصعيد السياسي أما على المستوي السياسي والدبلوماسي، فقد ارتفع عدد الزيارات الدبلوماسية بين الجانبين تدريجيًا منذ إقامة العلاقات بينهما، ففي سبتمبر عام 2014، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره الهندي ناريندرا مودي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحثا ملفات البرنامج النووي الإيراني وتوسيع التعاون بين الدولتين، وفي أكتوبر من نفس العام زار الرئيس الهندي "براناب مخرجي" فلسطينالمحتلة وهي الزيارة التي كانت الأولى من نوعها فى تاريخ العلاقات بين البلدين، وفي فبراير عام 2015 زار وزير الدفاع الإسرائيلي موشية يعلون الهند. تحول في موقف الهند كانت الهند أكثر الدول الداعمة للفلسطينيين في المحافل الدولية في السنوات الماضية، حيث كانت لاعبًا أساسيًا في مجموعة دول عدم الانحياز وهي الدول التي كانت تصوت عادة لصالح القرارات التي تخدم المواقف الفلسطينية ضد إسرائيل في أي محفل دولي، وكانت الهند المعارض الأول لقرار تقسيم فلسطين، كما كانت الدولة غير العربية الأولى التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني. التوجه الهندي الجديد الذي يعكس موقف عدائيًا تجاه القضية الفلسطينية جاء بعد فوز رئيس الوزراء الهندي الحالي "ناريندا مودي" في الانتخابات الأخيرة في إبريل عام 2014، والذي انتهج سياسة مكشوفة في التقارب مع إسرائيل. التقارب الإسرائيلي الهندي تزايد بعد أن اتخذت الأخيرة موقف معادي للقضية الفلسطينية، من خلال الامتناع عن التصويت ضد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يوليو الماضي، الأمر الذي كرس التعاون الإسرائيلي الهندي، واعتبره الاحتلال اصطفاف هندي إلى جانب أربع دول أخرى اتخذت ذات الموقف بالامتناع عن التصويت على التقرير وهي كينيا واثيوبيا وباراجواي ومقدونيا، ورأى الاحتلال في هذا الأمر إنجازًا كبيرًا لا مثيل له من ماضي العلاقات الإسرائيلية الهندية.