كشفت عدة دراسات حديثة أن زراعة الأسطح ضمن التقنيات الحديثة لإنتاج بعض الخضروات تساهم في تحسين نوعية الهواء داخل المدن، كما أنها تعد رئة جديدة للبيئة التي اختنقت من التلوث. يقول الدكتور أسامة البحيري، رئيس قسم الزراعة دون تربة بالمعمل المركزي للتغيرات المناخية سابقا، إن زراعة الأسطح تعتمد في الأساس على فكرة استخدام بيئات بديلة للتربة العادية، دون أن تحديد شروط خاصة بالمساحة، لكن المطلب الأساسي أن يتم إخلاء السطح من أي مهملات تعوق وصول الشمس للنبات المزروعة، وأن يكون السطح معرضا للشمس من 4 إلى 5 ساعات يوميا. وأضاف البحيري ل«البديل» أن تكلفة المشروع تتوقف على الأنظمة المستخدمة، فتوجد الأنظمة البسيطة ذات الري اليدوي، وتكون عبارة عن طاولات من الخشب، يوضع عليها حاويات، ويتم وضع التربة، سواء من «البيتموس» أو «البرليت» داخلها، والصرف في أواني بلاستيكية، ويصل سعر تكلفة المتر المربع المزروع بها حوالي 130 جنيها، وتناسب هذه الأنظمة أغراض الزراعة بهدف الاستهلاك الشخصي، والأمر يختلف في الأنظمة المكثفة، التي تستخدم للأغراض التجارية، فتكون أوتوماتيكية الري والصرف، ويصل سعر المتر المربع المزروع من 150 إلى 170 جنيها. أوضح البحيري أن الزراعة دون تربة على الأسطح تتميز بسرعة إنتاجها، ففي الخس، يكون الحصاد خلال شهرين بدلا من ثلاثة في التربة العادية، كما أنها تتيح تنوعا في المزروعات، فيمكن زراعة خضراوات وفاكهة، وكذلك نباتات طبية وعطرية في مكان واحد، مؤكدا أن المادة الفعالة في تلك النباتات الطبية تزيد من 3 إلى 7 مرات، مقارنة بالمزروعات في البيئة الطبيعية؛ نتيجة عدم استخدام أي مبيدات. وأكد المهندس محمد عبد الحليم، رئيس النقابة العامة للزراعة والري، أن زراعة الأسطح يمكن اعتبارها وسيلة لتوفير فرصة عمل للشباب، ما دفع النقابة إلى تنفذ المشروع بالتعاون مع وزارة الزراعة لتدريب 130 أسرة على تطبيق أنظمة الزراعة دون تربة، كما تم التعاقد على تنفيذ مشروعين آخرين، الأول مع منظمة الأغذية والزراعة «فاو» لتدريب الفتيات على الزراعة دون مبيدات فوق أسطح المنازل، والثاني مع هيئة المعونة الكندية لتدريب ألف فتاة أخرى بمحافظة الفيوم؛ بهدف توفير فرصة عمل مناسبة يمكن لربة البيت أن ترفع بها دخل أسرتها دون الخروج من المنزل، وفي نفس الوقت توفير ما تحتاجه من خضروات وبعض أنواع الفاكهة التي تصلح زراعتها بتلك التقنية.