هو مكان مهجور تسكنه الكراكيب والحشرات وأطباق الدش حتي علي أفقر البنايات, أو مغلق بالأقفال حتي لا يسكنه أحد. إنه سطح المنزل الذي ظهرت في سنة2000 فكرة زراعته بتمويل من منظمة الفاو, ثم استمرت الفكرة بشكل فردي ومتقطع نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية التي شهدتها مصر إلي أن بدأت المنظمة مجددا مشروع جديد وهو زراعة الأسطح في عدة محافظات. وهو أحد مشروعات الفاو للزراعات غير التقليدية بهدف تحسين الأمن الغذائي في مصر, ويستهدف بالأساس السيدات والشباب, ويتم تنفيذه في خمس محافظات هي الفيوم, بني سويف, أسيوط, وسوهاج, وأسوان. ............................................................. وقد تم اختيار هذه المحافظات بناء علي دراسة بحثية أوصت بضرورة البدء بالصعيد لأنه يشمل القري الأكثر فقرا. ويقوم علي مجموعة من التداخلات تمكن الأسر من تأمين الأمن الغذائي بالإضافة إلي القيمة الغذائية من خلال رفع الوعي الغذائي بتدريبات متخصصة علي الزراعة غير التقليدية ومنها زراعة الأسطح بالإضافة إلي تدريب الشباب علي الممارسات الزراعية الحديثة, ومن ثم تؤمن دخل للشاب أو الفتاة علي مدار الشهر ثم يتم مراقبة دقة التنفيذ ونتائجه لتحديد هل سيتم التوسع في محافظات أخري أم زيادة عدد المشاركين في هذه المحافظات للحصول علي نتائج أفضل. ويوضح د.أسامة أحمد البحيري أستاذ بكلية الزراعة جامعة عين شمس ومدير معهد الزراعة في المناطق القاحلة أن هذا المشروع منظومة غذائية متكاملة للأفراد كما يساعد في التقليل من الاحتباس الحراري والغازات المنبعثة, كما يقلل درجة الحرارة من8 إلي10 درجات في الشقق أسفل السطح, وبالتالي يحد من استخدام التكييف, إلي جانب تقليل استخدام المبيدات وتوفير تكلفتها, ويقلل من الحشرات, ويمنع حرائق الأسطح كما أن له مزايا أخري اجتماعية مثل تغيير سلوك الأفراد, وزيادة التعاون بينهم. ولضمان نجاح المشروع, يؤكد أن هناك مدربين لمساعدة الأهالي علي التنفيذ حتي يكون لديهم الخبرة الكافية ثم تتم المتابعة للتأكد من سلامة التنفيذ. ويشير البحيري إلي مبادرات أخري لزراعة الأسطح تمت من قبل مثل زراعة أسطح مدارس بالقاهرة والإسكندرية حيث تم من خلالها تدريب الطلبة علي تكنولوجيا الزراعة ومتابعة عملية الزراعة. وتتميز هذه الفكرة بسرعة انتشارها من خلال الطلبة لأسرهم, كما بدأت منذ سنتين مبادرة النداء بتمويل من الأممالمتحدة في محافظة قنا, وهي أيضا مبادرة متكاملة تشمل الزراعة, وتربية الدواجن, وتدوير القمامة, ومصنوعات يدوية وغيرها. ويلفت الي أنه لا يشترط مساحة معينة في السطح لزراعته, فالأنظمة المستخدمة تصلح لجميع المساحات, ولكن المطلب الأساسي هو إخلاء السطح من أي مهملات تعوق وصول الشمس للنبات المزروعة, وأن يكون معرضا للشمس من4 إلي5 ساعات يوميا, وبالتالي هذا المشروع لا يصلح في الأسطح التي تحيطها المباني من كل اتجاه ولا يصلها ضوء الشمس بالقدر الكافي. وتتوقف التكلفة علي الأنظمة المستخدمة حيث توجد الأنظمة البسيطة ذات الري اليدوي وتناسب أغراض الزراعة بغرض الاستهلاك الشخصي, أما الأنظمة المكثفة فتستخدم للأغراض التجارية وهي أوتوماتيكية الري والصرف كنظام حدائق الجدران الذي يستفيد من جدران السطح كوسيلة لحمل المزروعات, وتتميز هذه الأنظمة بأنها سهلة الرعاية, وتحتاج فقط إلي الشمس المباشرة لفترات كافية, وغالبا ما يظهر إنتاجها مبكرا عن الموعد الطبيعي, كما أنها تتيح تنوعا في المزروعات, حيث يمكن زراعة خضراوات وفواكه, وكذلك نباتات طبية وعطرية في مكان واحد, كما وجد أن المادة الفعالة بتلك النباتات الطبية تزيد من3 إلي7 مرات مقارنة بالمزروعات في البيئة الطبيعية, ويرجع ذلك إلي عدم استخدام أي مبيدات. تجربة رائدة بالجيزة د.عزة الريس نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للتسويق والتنمية, تتحدث عن تجربة رائدة في نطاق محافظة الجيزة حيث تشرف الجمعية علي مشروعين لزراعة الأسطح وهما( فرصة نجاح) و(بادر بالخطوة الأولي) وهما موجهان للشباب لإيجاد فرص عمل سواء عند الغير أو فوق أسطح منازلهم, وذلك بالتعاون مع إحدي الشركات المتخصصة. ويتم اختيار الشاب أو الفتاة وفق معايير معينة منها أن تتراوح أعمارهم بين18 و30 عاما, وأن يكون حاصل علي شهادة متوسطة أو عالية, وأن يكون مالك للسطح أو معه شريك يملك, ثم يتم التدريب النظري21 لمدة يوم علي مهارات إدارة المشاريع الصغيرة مثل البيع والتسويق والتفاوض يليه تدريب عملي علي طرق اختيار المحاصيل ومتابعتها وطرق الري وغيرها. وتوضح الريس أن السطح يتم اختياره أيضا وفق معايير معينة مثل وجود سياج, وسلالم منفصلة تصل إليه, معرض للشمس4 ساعات علي الأقل. وتقوم كل من الشركة والجمعية باختيار المحاصيل ذات الدورة الإنتاجية القصيرة حتي يكون لديه دخل علي مدار الشهروتتم متابعة أسبوعية وبعد الإنتاج يتم البيع من خلال الشركة. وتشيد بسيدتين هما أميرة وأماني وهما نماذج حية علي هذه التجربة واللاتي أبدين سعادة بالغة بها وشهدن تحسن ملحوظ في مستوي المعيشة.