تعيش السياحة المصرية في الفترة الحالية أسوأ حالاتها على مدار 5 سنوات؛ بسبب سلسلة من الأحداث أثرت بالسلب على المنظومة، آخرها سقوط الطائرة الروسية، ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في ظروف غامضة. وأقصى ما فعلته الحكومة تجاه الأزمة أن أصدر هشام زعزوع، وزير السياحة، قرارًا في يونيو الماضي يُوقف بصفة مؤقتة ولمدة عام قبول طلبات إنشاء شركات سياحية بفئاتها المختلفة؛ لعدم حاجة البلاد لها، كما قرر الوزير مؤخرًا تمديد القرار عامًا آخر. كان شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أعلن مؤخرًا، أن إيرادات السياحة تراجعت بنحو 1.3 مليار دولار منذ تحطم الطائرة الروسية، فيما ترددت أنباء أن نحو 62 فندقًا سياحيًّا أغلقت أبوابها تمامًا، وسرحت آلاف العاملين؛ لعدم وجود سائحين، كما توقف نشاط 180 مركزًا للغوص. ومن جانبها أعلنت غرفة السياحة أن شرم الشيخ بها 182 فندقًا مسجلًا بها 52 ألف غرفة فندقية، لا يعمل منها إلا 5 آلاف غرفة فقط، موضحة أن عددًا من الفنادق أوقفت التشغيل؛ بسبب عدم وجود سياح، ولم يتم إغلاقها، فهناك فرق بين إيقاف التشغيل والغلق. وأصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء النشرة الشهرية لإحصاءات السياحة لشهر يناير 2016، ومن أهم المؤشرات أن عدد السائحين الوافدين من كافة دول العالم بلغ 363.5 ألف سائح خلال شهر يناير 2016، مقابل 677.5 ألف سائح خلال شهر يناير 2015، بنسبة انخفاض قدرها 46.3%. وأوضح «المركزي للتعبئة والإحصاء» أن التراجع نتيجة انخفاض أعداد السائحين الوافدين من روسيا الاتحادية، مضيفًا أن أوروبا الغربية سجلت أكثر المناطق إيفادًا للسائحين خلال شهر يناير 2016 بنسبة 35.2 ٪، وكانت ألمانيا أكثر الدول إيفادًا بنسبة 41.2٪ من إجمالي السائحين الوافدين من أوروبا الغربية، يليها الشرق الأوسط بنسبة 28.6 ٪، وكانت السعودية أكثر الدول إيفادًا بنسبة 33.8٪ من إجمالي السائحين الوافدين من الشرق الأوسط، ثم أوروبا الشرقية بنسبة 14.8٪. وقال أحمد عامر، المتخصص في شؤون الآثار والسياحة، إن مصر تمتلك مصادر عديدة لتشجيع السياحة يمكن استغلالها، من بينها الحضارة الفرعونية القديمة، لكن عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير بدأت معاناة وزارة الآثار من الناحية المادية؛ لتراجع السياحة بشكل غير مسبوق، ما كان له أثر سلبي على الآثار التي تمتلكها، كما زادت التعديات على المناطق الأثرية بشكل غير عادي؛ نظرًا للانفلات الأمني الذي شهدته البلاد في تلك الفترة.