قالت إذاعة "صوت أمريكا" إن أنقرة رحبت هذا الأسبوع بمشاركة القاهرة في مجموعة العمل الدولية لحل الأزمة بليبيا، وجاءت هذه الخطوة بعد تقارير تفيد بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أذن بتجديد الاتصالات مع مصر على المستوى الوزاري، عقب قطعه للعلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013 الماضي. وتضيف الإذاعة أن المعلق السياسي سميح إيديز، من صحيفة جمهوريت التركية، لاحظ أن خطوة التقارب بين مصر وتركيا تأتي مع تدهور العلاقات التركية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل تدهور العلاقات مع الجيران الجنوبيين وروسيا، حيث قال: إن العزلة التي وجدت تركيا نفسها بها في الشرق الأوسط اضطرتها لمحاولة إعادة إنشاء بعض الروابط التي كانت موجودة من قبل. وتلفت الإذاعة إلى أن العلاقات التركية السعودية تحسنت بشكل ملحوظ في ظل حكم العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز، وأن البلدين ينسقان عن كثب دعمهما للجماعات المسلحة في سوريا. من جانبه يقول خبير العلاقات الدولية سولي أوزيل، من جامعة قدير في إسطنبول: خطوات تركيا في التقارب مع مصر مرتبطة بتحسين العلاقات مع السعودية، فلا يمكن لتركيا زيادة التعاون مع المملكة والاحتفاظ بعلاقات عدائية مع مصر، التي هي حليفة السعودية. وتشير الإذاعة الأمريكية إلى أن تركيا والسعودية تخشيان من تزايد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد رفع العقوبات عنها، كما أن قادة هذه الدول سيلتقون وجهًا لوجه في القمة الإسلامية المقبلة، المقرر عقدها في إسطنبول خلال شهر إبريل القادم. ويوضح أوزيل أن أردوغان يدرك أن فكرة التقارب مع مصر موضوع حساس داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، نظرًا لسياسات الحكومة المصرية ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين، قائلًا: أعتقد أن التقارب الكامل في هذا الوقت لن يتم استقباله استقبالًا حسنًا داخل حزب العدالة والتنمية. وتؤكد الإذاعة أن موقف القاهرة تجاه قطاع غزة يُعَدُّ أيضًا قضية معقدة؛ نظرًا لدعم أنقرة القوي لحكومة حماس، وبالإضافة إلى ذلك يرى أوزيل أن مصير الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي يواجه عقوبة الإعدام، مفتاح عودة العلاقات المصرية التركية، مؤكدًا أنه حال إعدام مرسي، فسيكون من الصعب جدًّا تحقيق عودة العلاقات بين القاهرةوأنقرة. وتلفت الإذاعة إلى أن محللين آخرين قالوا إن أردوغان يدفع لتخفيف حكم الإعدام ضد مرسي وأتباعه أو العفو الكامل، مما يسمح بعودة العلاقات الدبلوماسية كاملة مع تركيا، مضيفين أن أنقرة الآن على مقربة من التوصل إلى اتفاق يعزز التطبيع مع إسرائيل، ما يعني أنها مستعدة لتقديم تنازلات لإنهاء عزلتها في المنطقة.