قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الاتفجار الذي وقع أمس في قلب العاصمة التركية أنقرة وخلفت 28 قتيلًا و61 مصابًا على الأقل يعمق الشعور بالأزمة التي تخيم على تركيا، حيث تخوض حربًا على ثلاث جهات. وتضيف الصحيفة أن الانفجار يبدو ناجمًا عن سيارة مفخخة كانت بالقرب من حافلة عسكرية عند إشارة مرور في الحي المركزي، الذي يضم البرلمان ومقر المحكمة، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه لم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، الذي جاء وسط تزايد التحديات الخاصة بالحرب السورية، وتكثيف تركيا لعدائها مع الأكراد، والتهديد المتزايد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي. وتوضح الصحيفة أنه في يناير الماضي تعرضت مدينة إسطنبول لهجوم انتحاري، أسفر عن مقتل عشرة سياح ألمان بالقرب من المسجد الأزرق، بالإضافة إلى هجوم انتحاري مزدوج أودى بحياة 100 شخص في مسيرة للسلام بأنقرة أكتوبر الماضي، وألقى باللوم على الأكراد، كما قتل نحو 30 كرديًّا في جنوبتركيا الصيف الماضي، مشيرة إلى وجود تنظيم داعش، والذي أكد مسؤوليته عن غالبية التفجيرات. وجاءت هذه التفجيرات بعد اتفاق تركيا وانضمامها لقوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد داعش، فضلًا عن السماح للطائرات الأمريكية بشن الهجمات من قواعد عسكرية تركية. وتلفت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية سريعًا ما تلقي باللوم على حزب العمال الكردستاني والحركة القومية الكردية، التي تشن تركيا حربًا ضدهما منذ 30 عامًا، وقام الجيش التركي خلال الأشهر الأخيرة بحملة شرسة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني والمتعاطفين معهم. وتضيف الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألغى زيارته على الفور لدولة أذربيجان، وتعهد بالانتقام، ولكنه لم يحدد مِمَّن سينتقم. وتوضح الصحيفة أن هجوم الأربعاء تزامن مع تدخل تركيا في الآونة الأخيرة لوقف تقدم الأكراد في شمال سوريا؛ مما أدى إلى توسيع سيطرتهم على الأراضي الواقعة على طول الحدود التركية. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن المعارك في شمال سوريا أوجدت احتكاكًا بين تركياوالولاياتالمتحدة، التي تدعم الأكراد؛ لدورهم في محاربة متطرفي داعش. وفي هذا السياق يعتقد سونر كاجابتاي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن إلقاء اللوم على الأكراد وحزب العمال الكردستاني سيضع الحكومة التركية في موقف أعمق بالصراع السوري، وأضاف: حزب العمال الكردستاني لديه تاريخ طويل في استهداف العسكريين الأتراك، ولكن هذا الحادث تصعيد كبير، وأتوقع رد فعل حادًّا من أنقرة. وفي السياق ذاته قال هنري باركي، من مركز وودرو ويلسون الدولي، إن تركيا قد تصعد حملتها ضد المعارضة الكردية المحلية، وهي الحملة التي أسفرت عن مقتل المئات وتشريد ما يقرب من 200 ألف شخص، كما أن داعش هي الرابحة؛ لأن الهجوم يزيد من حدة التوتر بين الأكراد والحكومة التركية، وهذا ما تريده داعش بعد السماح للطائرات الأمريكية بشن الهجمات من قواعد عسكرية تركية.