قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن "القنبلتين اللتين انفجرتا أمس السبت أثناء مسيرة سلمية في العاصمة التركية أنقرة، "تذكرة بالصراعات المتزايدة التي تواجهها تركيا في الداخل وعبر الحدود مع سوريا التي مزقتها الحرب، على حد سواء". وأشارت "الصحيفة" في افتتاحيتها اليوم الأحد، إلى أن التفجيرات التي شهدتها أنقرة قتلت 97 شخصًا وأصابت 246 آخرين، في مظاهرة طالبوا فيها بإنهاء العنف المتأجج بين قوات الأمن التركية والانفصالين الأكراد في الشهور الأخيرة، لافتة إلى أن تركيا، العضوة بالناتو والحليفة المهمة للولايات المتحدة فيما يتعلق بسوريا، والعراق، "متورطة" في الصراع مع تنظيم "داعش". وأوضحت "واشنطن بوست" أن تجدد الصراع التركي مع الأكراد يمكن أن ينزع استقرار المنطقة بصورة أكبر، مشيرة إلى أن الأكراد يتهمون السلطات التركية بالفشل في حمايتهم من ما يطلقون عليه "تسرب العنف" من الحرب الأهلية في سوريا. وقالت: إن "المجتمعات الكردية التي تعيش في إيران والعراق وسوريا، تضم ميليشيات تابعة لحزب العمال الكردستاني، وقد استولت على أراضي في هذه المناطق. ويرى بعض المراقبين، أن نجاح الميليشيات الكردية السورية في الاستيلاء على أراضي في سوريا، أثار قلق المسؤولين الأتراك الذين يخشون من أن يشكلوا مصدر إلهام للأقلية الكردية في تركيا. "سونر كاجابتاي"، مدير برنامج البحث التركي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، شبه في تصريحاته لواشنطن بوست، التفجيرات التي شهدتها تركيا مؤخرًا ب"11 سبتمبر التركي"، مضيفًا "هذا ببساطة يعد الهجوم الإرهابي الأسوء في تاريخ تركيا، والمؤشرات الأولية تقول: إن "داعش هو الجاني". وأوضح "كاجابتاي" "حتى إذا تصاعد العنف مجددًا، من المحتمل أن يكون لهذا الهجوم تأثير ضئيل فقط على نتيجة الانتخابات المقبلة.. الاستقطاب حول أردوغان يفوق المخاوف في تركيا". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن نشطاء مؤيدين للديمقراطية قولهم: إنهم "سأموا من دولة تسرع لقمع المعارضين لكنها غير قادرة على تأمين مواطنيها من الإرهابيين".