تعد برامج الحماية الاجتماعية ركنًا أساسيًا فى تنمية المجتمع، وأهمها «تكافل وكرامة» الذي يعد من المشروعات الرائدة التى انطلقت في عام 2015، ووضعت تحت ظلها 4.7 مليون أسرة بالدعم المادى لتوفير حياة كريمة لهم، كما قدم الدعم العيني ومنح الآلاف منهم فرص عمل، وساعد في القضاء على الأمية من خلال رفع وعي المرأة والأسر ومساعدتهم فى الخروج من دائرة التسرب من التعليم محققًا إنجازات عِدة على مدار 10 سنوات، وفي هذا التقرير نناقش مع الخبراء كيفية تطوير البرنامج ونظم الحماية الاجتماعية في الفترة المقبلة. ◄ تمكين الشباب ومنحهم فرص عمل فى مجالات التكنولوجيا ◄ زيادة المستفيدين وتدريب السيدات على التمريض وخدمة المسنين على مدار عشر سنوات شكَّل برنامج «تكافل وكرامة» أحد أهم برامج الحماية الاجتماعية، حيث يقدم مفهومًا تنمويًا متكاملًا لتقديم كافة أنواع الدعم المالى والعينى والتمكين الاقتصادى، خصوصًا السيدات اللاتى يمثلن 75% من حاملى البطاقات، وساعد بشكل كبير فى الاستثمار فى رأس المال البشرى، وكان له اليد الأساسية فى انتظام طلاب المدارس بمشروطية التعلم وذهاب الطلاب فى الفئة العمرية من 8 ل16 سنة إلى المدارس، ومع انطلاق مرحلة جديدة من البرنامج يُعد الخبراء روشتة لتطويره وتحقيق أقصى استفادة. ◄ تمكين الشباب يقول الخبير الاقتصادي، الدكتور رشاد عبده، إن «تكافل وكرامة» حقق الكثير من الإيجابيات، ومتوقع أن يحقق مزيدًا من الإنجازات فى الفترة المقبلة، التى يمكن تحقيقها من خلال زيادة قاعدة البيانات الخاصة بالبرنامج لإضافة أكبر عدد من المستفيدين، والتركيز على الأطفال والشباب لأنهم يمثلون المستقبل والقدرة على الإنتاج بشكل مبتكر يتماشى مع متطلبات الأسواق العالمية، ويمكن تدريب الشباب ومنحهم فرص عمل فيما يخص التكنولوجيا واستخدامها فى البرمجيات والصيانة. ويؤكد عبده أن «تكافل وكرامة» من أهم برامج الحماية الاجتماعية التى قدمت الدعم المادى والعينى لملايين الأسر وساعد فى توفير حياة كريمة فى قرى الصعيد التى كانت تعانى التهميش وتفتقر لجميع الخدمات، حيث كانت لديهم معاناة بسبب المنازل المتهالكة، فالأسقف يغطيها جريد النخل الذى يسمح بدخول المطر فى الشتاء، والحشرات السامة فى الصيف، وكذلك جميع الخدمات التى يفتقدونها ومنها التعليم بسبب قلة المدارس والمعلمين، والصحة لافتقاد الوحدات الصحية والأطقم الطبية، التى تم إصلاحها جنباً إلى جنب مع برنامج «حياة كريمة»، للتوافق مع اشتراطية «تكافل وكرامة» فى إلحاق الأطفال بالمدارس واهتمام المرأة بصحتها عمومًا، وبالصحة الإنجابية على وجه الخصوص، ورفع وعى النساء عبر حملات منظمة فى عدة أمور كتنظيم الأسرة وتربية الأبناء، والتشجيع على التعلُّم. ويشيد عبده بخطط البرنامج فيما يخص التمكين الاقتصادى ومنح فرص لإقامة المشروعات للأشخاص القادرين على العمل وخصوصًا السيدات، فكانت فرصة كبيرة لهن للالتحاق بسوق العمل، وتدبير احتياجاتهن والاعتماد على أنفسهن والخروج من الفقر والعوز. ◄ قانون الضمان الاجتماعي من جانبها توضح ابتهاج الطوخى عضو مجلس النواب، عضو لجنة التضامن عن حزب الشعب الجمهورى، أن برنامج «تكافل وكرامة» استهدف الفئات الأكثر احتياجًا على مدار 10 سنوات مرورًا بأحداث كان لها تأثيرها على الاقتصاد والأسرة المصرية منها جائحة كورونا، وحينها كان يشكل درعًا قويًا للأسر محدودة ومعدومة الدخل. وفيما يتعلق بتطوير البرنامج، تقول إن هناك عدة مقترحات تم إلحاقها بقانون الضمان الاجتماعى المنتظر تطبيقه فى الفترة المقبلة، منها أنه سيتم تحويل الدعم النقدى المقدم للأسر من خلال البرنامج من مجرد منحة لابد من تجديدها كل 6 أشهر لإثبات الأسرة أنها من معدومة الدخل إلى معاش أو ضمان مستحق لهذه الأسر كل شهر دون الحاجة للتجديد مع مراجعة لجان التضامن لأوضاع هذه الأسر. كما سيعمل البرنامج خلال الفترة المقبلة على التركيز بكل ما يخص التمكين الاقتصادى لمساعدة الأسرة على الاستثمار من خلال المشروعات الصغيرة، مع منح الشباب فرص عمل دائمة ومتابعتهم لمدة عام للتأكد من وصول الأسر لبر الأمان وأنها أصبحت قادرة على الكسب ويمكنها الخروج من البرنامج واستهداف أسرة أخرى. ◄ تدريب السيدات ويرى د.سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع أن برنامج «تكافل وكرامة» وضع خطة جيدة لتحويل الأفراد والأسر إلى أسر منتجة، وهى استراتيجية نطمح أن يستمر عليها البرنامج مع دخول فئات أكثر تحت مظلة التمكين الاقتصادى، خاصة السيدات، فحسب الإحصائيات 35% من الأسر تقودها سيدات (أرملة أو مطلقة أو تخلى عنها زوجها)، بالتالى يمكن تطوير هذا الجزء الهام من البرنامج بعمل لجان بحث فى كل منطقة أو قرية عن طبيعة الأعمال المناسبة للمنطقة ويتم تدريب السيدات عليها. ويضيف: السيدات أصبحن قادرات على العمل والكسب بطرق مختلفة ومن المنزل، مثل الأشغال اليدوية وإعداد الطعام وبيعه، كما يمكن تدربيهن على كيفية رعاية المسنين أو أصول التمريض، كذلك الأشخاص الذين لديهم نسبة عجز أو من ذوى الهمم يمكن توفير فرص عمل لهم من داخل المنزل.