قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن تنظيم داعش الإرهابي يكثف حصاره الوحشي ضد المدنيين في مناطق شرق سوريا، معتبرة أن هذا الحصار الذي يفرضه التنظيم الإرهابي على المواطنين السوريين بمثابة استعراض للقوة بعد الهزائم الكثيرة التي تلقاها في معاركه الأخيرة ضد الجيش السوري. وتضيف الصحيفة أن داعش نفذت خلال الفترة الأخيرة مجموعة هجمات انتحارية؛ لمحاولة الضغط والسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في مدينة دير الزور، وذلك وفقًا لجماعات مراقبة، موضحة أنه يقع نحو 200 ألف شخص تحت الحصار الذي يفرضه التنظيم الإرهابي في هذه المناطق الواقعة شرق سوريا، وسط نفاد كميات الغذاء والدواء، بعد مرور عام من حصار داعش للمنطقة؛ مما دفع الأممالمتحدة للإعراب عن قلقها حول احتمالية وقوع وفيات بين المواطنين القاطنين في هذه المناطق بسبب الجوع. وتشير واشنطن بوست إلى أن روسيا، عبر قواتها التي تشارك بها في مواجهة التنظيمات الإرهابية بسوريا، تعتزم شل حركة داعش ووقف تقدمها، لكن الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض شخصيات المعارضة السورية تزعم أن موسكو تستهدف جماعات أخرى معارضة وليست إرهابية. يقول إميل حكيم، محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إن تصاعد هجمات داعش في دير الزور يعكس نكسات الجماعة الإرهابية في سوريا والعراق، حيث خسرت مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية مؤخرًا. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن دير الزور بلدة زراعية هادئة تقع على نهر الفرات، وهي عاصمة لإنتاج النفط، الذي سيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت الصحيفة أنه خلال الأشهر الأخيرة الماضية سيطرت القوات الكردية في سوريا على مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش في شمال محافظة الرقة. وتشير الصحيفة إلى أن القوات العراقية طردت داعش من مدينة الرمادي في الشهر الماضي، وحاليًّا توجه بغداد ضربات قوية للتنظيم الإرهابي. وفي هذا السياق قالت نيللي لحود، خبير الإسلام السياسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن أخبارمحاولات داعش توسيع إقليمها تهدف لرفع الروح المعنوية لمقاتليها، بعد الهزائم التي تعرض لها التنظيم خلال الأسابيع الأخيرة. وتضيف الصحيفة أنه خلال الأسابيع الأخيرة الماضية تزايدت هجمات داعش ضد القوات الحكومية في المدينة، وأصبحت أكثر وحشية، حيث تقوم بعمليات الخطف الجماعي وموجات من الهجمات الانتحارية، ومهاجمة القاعدة الجوية الحكومية في المنطقة.