تولى الكاتب الصحفى حلمي النمنم، منصب وزير الثقافة، خلفًا للدكتور عبد الواحد النبوي، في سبتمبر الماضي، وشغل قبلها منصب رئيس دار الكتب والوثائق، والقائم بتسيير أعمال الهيئة المصرية العامة للكتاب، مما أعقبه حالة من الطمأنينة في الوسط الثقافي، الذي راهن على إمكانية أن يحدث الوزير الجديد إنجازات لحل أزمات الثقافة المصرية، بعد فشل وزارة «النبوي»، وفي ظل الظروف الحرجة التي تمر بها الثقافة مؤخرًا، حيث تواجه خطر التطرف والإرهاب والعنف. على جانب آخر، تقف حركة «الدستور الثقافي»، راصدة وناقدة للحركة الثقافية والمشهد الثقافي المصري بشكل عام، وتحلل أوضاع الثقافة في ظل الإدارة السياسية، منذ اندلاع ثورة ال25 من يناير، وهي الحركة التي قامت بالعديد من الحملات في مواجهة الفكر المتطرف، وتصدت لمحاولات جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على اتجاه الثقافة المصرية، كما ساهمت الحركة في وضع مواد تحمي الإبداع والمبدعين وكذلك حرية الفكر، في دستور ما بعد 30 يونيو. ويرى الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلّام، أحد مؤسسي الحركة، أن حلمي النمنم لم يقدم حتى الآن أي إنجاز يذكر في وزارة الثقافة، وقال ل«البديل»: أولو الأمر جاؤوا ب«النمنم» ل«تسكين الأوضاع بالوزارة»، بعد حالة الركود التى مرت بها خلال فترة تولي سلفه «النبوي». «الأمور تسير بشكل بيروقراطي.. يومًا بيوم، وفقا لرؤية رئيس كل هيئة، ملتزمون بالتعليمات الموجهة إليهم من قِبَل الوزير».. هكذا يرصد مؤسس «الدستور الثقافي» حركة العمل داخل قطاعات وهيئات الوزارة، معبرًا عن غضبه مما آلت إليه الأوضاع داخلها بشكل عام، ويعزي ذلك لعدم قدرة الوزير والقيادات الجديدة على التعامل مع الآزمات اليومية للوزارة، إضافة إلى عدم وجود رؤية أو خطة واضحة منهم حتى الآن، حد قول سلّام. يذكر أن النمنم له العديد من الكتب والإصدارات السياسية كان آخرها كتاب «سيد قطب.. سيرة وتحولات» عن دار الكرمة، سعى فيه إلى تقديم صورة كاملة عن سيد قطب وتحولاته العديدة وتقلباته فى حياته، ومن بين مؤلفاته أيضًا «حسن البنا الذي لا يعرفه أحد» و«الأزهر الشيخ والمشيخة»، و«الحسبة وحرية التعبير»، و«سيد قطب وثورة يوليو»، وغيرها العديد من المؤلفات. ويشغل وزير الثقافة الحالي قضايا بعينها مثل «الفقه الإسلامي، الأزهر الشريف، الإخوان، الإرهاب، الصهيونية»، وكان لديه بعض الآراء الواضحة تجاه تلك الموضوعات، ومن أبرز تصريحاته التي أثارت الجدل، أن الفقه الديني في مصر يمر بأزمة حقيقية، وأن الأزهر لم يبادر بتجديد الخطاب الديني.