أغرقت المياه الجوفية منطقة الملاحة ب«أبو تلات» في الإسكندرية الجديدة أمام معسكر الصاعقة، ووصلت إلى محول الكهرباء المغذي للمنطقة، ما ينذر بكارثة، وسط صمت من الشركة التى لم تتخذ سوى إجراء واحد، بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة بالكامل، وتركت الأهالي يعيشون على الشموع. المياه أحاطت 7 مدارس بعلم مديرية الصحة وحي العجمي وشركة الكهرباء، دون أن يكترث أي منهم، فالمساحة الممتدة من الكيلو 21 إلى الكيلو 26 غرب الإسكندرية تتجاوز 25 كيلو متر طولاً، وبعرض يتراوح ما بين 2 إلى 3 كيلومترات، أصبحت كالجزيرة. يقول محمد حسين، يقطن بمنطقة أبو تلات منذ 27عاما، إن أزمة الصرف الصحي مازالت قائمة، وتغرق المنطقة بالكامل طوال فصل الشتاء، حتى شهر مارس، مؤكدا أنهم أرسلوا العديد من التليغرافات والاستغاثات إلى المسؤولين بالمنطقة الشمالية العسكرية، التى كلفت هيئة الصرف الصحي بسحب المياه، إلا أن الأخيرة لم تسحب سوى نقلة واحدة، وادعى العمال أنهم سيعودون مجددًا بعد تغيير الوردية لكن لم يرهم أحد بعدها. واستنكر حسين عدم انتهاء شركة المقاولون العرب من عمل الطلمبة الخاصة بسحب المياه، ومن ثم إلقاؤها في البحر، فاكتفت بوضع المواسير في الموقع، دون إحضار المواتير الخاصة بها، ومن وقتها الحياة متوقفة. وأوضح صابر عبد الصادق، أحد الأهالي، أن الثعابين وغيرها من الحشرات، خرجت من جحورها وبدأت تسبح في المياه، ما يعرض المارة للمخاطر، كما أن السيارات، ومن بينها الإسعاف ترفض دخول المنطقة، حتى أن سيدة أصابها الإعياء وسط المياه ولم يجد الأهالي سبيلا لإخراجها سوى استخدام اللودر. وأكد مصطفى إبراهيم، أحد الأهالي، أن الحياة أصبحت شبه مستحيلة، والمحافظة والحي والمنطقة الشمالية لم يتخذوا إجراءات لحل الأزمة، فمر ما يزيد على 10 أيام دون تحرك أي مسؤول، مضيفًا: «المياه تغير لونها والثعابين ملأتها وأبناؤنا في خطر». كما استنكر مصطفى إسماعيل، أحد الأهالي، تصريحات الدكتور سعاد الخولي، نائب محافظ الإسكندرية، التي أكدت فيها حل مشكلة أبو تلات؛ من خلال شفط المياه ببدالات، مؤكدا أن البدالات بالفعل تمر بالمنطقة لمعاينة الموقع، إلا أنهم يغادروها دون تنفيذ. المخبز أيضًا لم يسلم من المياه، فقال محمد السيد يوسف، أحد الأهالي، إن الموتور الخاص بماكينة المخبز احترقت نتيجة للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، واضطر أهالي المنطقة إلى الذهاب للكيلو 21 من أجل الحصول على الخبز، مضيفًا أن الأجهزة المنزلية تلفت والمياه وصلت حد الأسرة، فارتفع منسوبها متر ونصف داخل المنازل. ولم تأمن هيام حنفي، على أطفالها الأربعة الذي لم يتجاوز أكبرهم 6 سنوات، وأصغرهم 9 أشهر، فاضطرت إلى ترك منزلها للعيش مع والدتها مؤقتًا، بينما ذهب زوجها إلى بيت والده لحين إيجاد مسكن بديل. على الجانب الآخر، قال اللواء سامي شلتوت، رئيس حي العجمي ل«البديل» إن المشكلة الخاصة بالمياه، أزلية وتمتد من أبو تلات حتى سيدي كرير، وأنها تتعلق بالمياه الجوفية وليس الأمطار، موضحا أن الحي خصص 6 سيارات سحب تابعة لشركة الصرف الصحي تتواجد بشكل يومي في المنطقة، توجهت إليها فور تلقيها البلاغات المقدمة من الأهالي. وأضاف شلتوت أن الدكتور سعاد الخولي، نائب محافظ الإسكندرية، رفع مذكرة إلى هاني المسيري، المحافظ السابق، الذي بدوره قدمها لرئيس مجلس الوزراء وصدق الأخير عليها، وتنص على إدراج مشروع صرف صحي للمنطقة بقيمة تقديرية 300 مليون جنيه، ليبدأ التنفيذ في 2016/ 2017.