لم يقرر كغيره من آلاف الشباب المبتكرين السفر الى الخارج لتسويق أفكارهم بعدما يصيبهم الخذلان جراء تجاهل الدولة إياهم، لكن ربما يختلف الأمر بالنسبة لمحمد القاضي، أحد بناء قرية نوسا الغيط بمحافظة الدقهلية، الذي يتمسك بالأمل والتفاؤل حتى الآن ويرفض مغادرة أرض الوطن، ويدافع عن فكرته حتى حضر معه خالد فهمي، وزير البيئة، إلى مقر مشروعه الصغير بجانب منزله، ليبهره ما رآه، حتى وجه محافظ الدقهلية ومعاونيه بأن يباشرون المشروع، ويرفعوا إليه تقريرًا كي يتم عمل اللازم، وتتبناه الدولة وتعمم الفكرة على مستوى الجمهورية، لكن ما حدث أن معاوني الوزير المعنيين برفع التقرير تركوه دون تنفيذ ما أوصى به الوزير. المشروع كما شرحه القاضى ل«البديل» عباره عن صوب زراعية لزراعة المشروم وإنتاج الشتلات عن طريق «كمبوست» من قش الأرز وتحويله لتربة للزراعة، كما يتم عمل علف من قش الأرز عن طريق الفطريات، وهذا هو الجديد لتغذيه جميع الحيوانات وبأقل تكلفة. وأكد القاضى أنه مشروع عمل أعلاف غير تقليدية من قش الأرز عن طريق حقنه بالفطريات النافعة؛ لرفع القيمة البروتينة له من 4% إلى 10% واستغلاله في تغذية الحيوانات بجميع أنواعها، من خلال المقررات العلفيه، ويمكن إنتاجه طول العام، وإشراك الفلاح في تدوير القش هدف المشروع؛ نظرًا لارتفاع أسعار الأعلاف بطريقه جنونية زادت من أسعار اللحوم الحمراء في السوق المصرية، كما أن ارتفاع تكلفة التسمين لدى الفلاح أدى إلى إحجام كثير من الفلاحين عن تربية المواشي بالريف، بل التخلص من رؤوس الماشية لديه بأي سعر؛ نظرا لوجود أعباء أخرى، ويذكر أن التربية الفردية في الريف تساهم بشكل كبير في الثروة الحيوانية للدولة، كما أن إشراك الجمعيات الزراعية في إنتاج هذا العلف وتوزيعه على الفلاحين بأسعار مناسبة سيساهم في تشجيع الفلاحين على العودة لتربية المواشي وزيادة الإنتاج الحيواني بالقرى. وأكدت الأبحاث أن العلف عن طريق الفطريات يرفع القيمة البروتينية للقش إلى 10% أي أعلى من بروتين الذره الذي يصل السي 7% وإذا قارنا سعر طن الذرة في السوق المصرية، الذي يصل إلى 3 آلاف جنيه، أما القش المحقون بالفطريات، فلا يتعدى مصاريف إنتاج طن منه 700 جنيه مصري، ويمكن بدعم حكومي تقليل التكاليف كما أن استخدام هذا العلف يقلل من استخدام 50% من الأعلاف المركزة في التسمين أي تقليل تكاليف التسمين إلى النصف، وبالتالي خفض أسعار اللحوم على مستوى الجمهورية. وتابع القاضي أن إنتاج الكمبوست السماد العضوي من قش الأرز عن طريق الكمر والتحلل عن طريق بعض البكتريا واستغلاله في تسميد الأراضي الزراعية، حيث وجد أن استخدام السماد العضوي في السنة الأولى للأرض الزراعية يقلل استهلاك الكيماويات بنسبة 20% والسنة الثانية بنسبة 50% والسنة الثالثة يمكن الاستغناء عن 80% من الأسمدة الكيماوية، وزياده في إنتاج المحصول باستخدام الكمبوست في التسميد كما أن منتج الأرض يكون عضويًّا خاليًا من مسببات الأمراض للإنسان. وأضاف القاضي أنه يمكن إنشاء شركة مساهمة من الشباب في كل قرية لتدوير القش لأعلاف وأسمدة وتنمية المشروم للقضاء على البطالة وخلق فرص عمل، كما يمكن تبني الحكومة لمشروع العلف وإنشاء مزارع صغيرة للشباب على الترع والمصارف المتاخمة للقرى، بعد اعتماد تغطيتها في خطط الدولة، والاعتماد في التغذية على العلف الفطري والمستنبتات والقش و50% من العلائق المركزه للقضاء على البطالة وخلق فرص عمل للشباب وزيادة الإنتاج الحيواني، كما أن مشروع السماد العضوي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تسمير وتسميد الأراضي الصحراوية التي تستصلحها الدولة، ورفع قيمتها الغذائيه خاصة مشروع استصلاح المليون فدان. واستطرد: تنمية فطر المشروم على قش الأرز، من خلال الجمعيات الأهليه والجمعيات الزراعية وجهاز البيئه وتوزيع وحدات مبسطة على الأسر بالقرى يتم وضعها في شرفات المنازل؛ للمساهمة في تغيير ثقافة الاعتماد على اللحوم الحمراء والتوجه إلى البدائل الرخيصة، وهو بروتين المشروم العالي في القيمة الغذائية والطبية عن اللحوم سيساهم في زيادة المستهلك من قش الأرز على مستوى القرى ومن ثم تقليل الأمراض، التي يتسبب ظهورها لاستهلاك كميات كبيرة من اللحم الأحمر للفرد. واختتم القاضي قائلًا بابتسامة رضا: هذا المشروع إن شاء الله سيخلق فرص عمل لا حصر لها للشباب المصري بالقرية والمركز والمحافظة، وتوجد أفكار كثيرة للتتطوير وآلياته سهلة وبسيطة جدًّا، لكنها محتاجه تبني مش أكتر، محتاجين حد يوصل صوتنا لمسؤول محترم ينوي الصلاح لهذا الوطن.