يعد تطوير الري الحقلي من أولى الاستراتيجيات التي وضعتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بهدف توفير 10 مليار متر مكعب من المياه خلال 10 سنوات، لاستخدامها في استصلاح أراضي جديدة وضمها للرقعة الزراعية، وتشمل خطة التطوير 5 مليون فدان بالأراضي القديمة بالوادي والدلتا لرفع كفاءة الري بتلك الأراضي، بجانب تحويل الري بالغمر إلى الري بالرش أو التنقيط وتحسين جودة التربة، حيث أن أراضي الدلتا تنتج ما يقرب من 75 % من إجمالي الإنتاج الزراعي المصري. قال الدكتور صابر محمود، وكيل معهد بحوث الأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية، إن مشروع التطوير الحقلي من شأنه تحسين خواص التربة وزيادة وزيادة إنتاج المحاصيل، بالإضافة إلى الحفاظ على مياه الري من الإهدار، موضحًا أن اتباع الطرق التقليدية في الري تهدر كميات كبيرة من المياه عن طريق البخار، كما أن استخدام الري بالتنقيط أو بالرش يمد كل نبته باحتياجاتها المائية الفعلية دون التأثير على الزراعات المجاورة؛ لأنه سينهي استخدام المساقي في نقل مياه الري والتي تعمل على ارتفاع نسبة الرطوبة؛ نتيجة الرشح إلى الأراضي المجاورة. وتابع: أنه قبل إجراء أي تعديل على طرق الري بأي محافظة يجرى دراسات نوعية للتربة لمعرفة أنواع الري التي تصلح لتلك التربة، وفقًا لدرجة الملوحة وأنواع المحاصيل التي يتم زراعتها، مؤكدًا لتفادي تملح التربة يمكن عمل غسيل للتربة عن طريق ري الأراضي بالغمر كل سنة أو كل ستة أشهر طبقًا لنوعية الأملاح. وفي نفس السياق، قال الدكتور أسامة كساب، الباحث بقسم الري الحقلي بالمركز القومي للبحوث الزراعية، إن تطوير الري الحقلي بالأراضي الطينية القديمة يضر بالتربة؛ لأنه يساهم في ارتفاع نسبة الملوحة بالأراضي، مما يؤثر على إنتاجية الفدان، كما أن تكاليفه باهظة تفوق قدرة الفلاح الاقتصادية على تحمل نفقاتها، موضحًا أن النظام البديل للري يمكن استخدامه في تلك النوعيات من الأراضي الثقيلة وهو الري الحقلي المطور، والذي تستخدم فيه أنابيب لسريان مياه الري عبر الحقول وهي تعمل على منع الرشح وتسرب المياه والبخار، مما يساهم في خفض كميات المياه المهدرة عن طريق اتباع الري القديم «الغمر»، وخاصة في ظل مرحلة الشح المائي التي تمر به مصر، كما أن تفتيت الرقعة الزراعية يحول دون تنفيذ مشروع الري بالرش أو بالتنقيط. وأضاف كساب، أن اتباع طرق الري المطور يمكن في الأراضي الرملية المسامية التي تسمح بدخول أقل كمية من المياه حتى تصل إلى جذور النباتات، بعكس الأراضي الطينية الثقيلة الغير مسامية والتي تحتاج إلى كميات أكبر من المياه لتوفير الرطوبة المناسبة حول جذر النبات، كما أن الأراضي المستصلحة ذات مساحات كبيرة ولم تصبها أفة التفتت حتى أصبحت سمه من سمات أراضي الوادي والدلتا، مما يجعل المردود الاقتصادي لاتباع الطرق الحديثة في الري كبير وتكاليفه أقل.