تشهد قارة إفريقيا تراجعا لسياحة الصيد؛ بعد إغلاق الشواطئ أمام الصيادين في عدد كبير من دول القارة السمراء، ويبدو أن الأعمال الإرهابية والتناحر على السلطة التي تشهدها هذه الدول سببا أيضا في التراجع. من المعروف أن إفريقيا تعتبر واحدة من أفضل وجهات رحلات السفاري في العالم، فغناها بالسهول العظمى والأعشاب والغابات والصحاري والجبال والبحيرات الكبرى والسواحل الجميلة جعلها جذابة بشكل كبير، بجانب وفرة الحيوانات الفريدة، كالفيل ووحيد القرن والأسد والفهد والجاموس، والزراف وأنواع الظباء والحيوانات البرية، التي تعتبر ذات جاذبية معينة لمن يريدون رؤية الحيوانات على الطبيعة. وبحسب موقع «ذا كونفرزيشن» الأمريكي، فإن السبب الرئيسي لزيارة إفريقيا من قبل جماعات أجنبية معينة، الصيد في الطبيعة الإفريقية الخلابة، إلا أن هناك العديد من الدول استخدمت الهواية لصالحها، ما أثر بشكل سلبي على السياحة؛ بعد استخدام الأموال الناتجة عن الصيد من أجل الحفاظ على المجتمعات المحلية. ولفت الموقع إلى وجود مجموعة متنوعة من الحياة البرية في إفريقيا تجذب الصيادين الكبار من أوروبا وأمريكا منذ أوائل عام 1800، أمثال فريدريك سيلوس، ووليام بيل وبرور فون بليكسن، ويليام تشارلز بالدوين، غوردون كومينغ، إرنست همنغواي، وحتى الرئيس الأمريكي السابق، ثيودور روزفلت، كان ضمن الصيادين المحبين لإفريقيا. وكانت وجهات الصيد الأكثر شعبية بين 1800 و1950 في كينيا، ورواندا، وأوغندا، وتنزانيا، أنجولا، وناميبيا، لكن لم تظل كل تلك البلدان مفتوحة أمام الصيادين، بل هناك دول منعت الصيد على أراضيها، حتى تضاءلت السياحة، وأصبحت الوجهات الرئيسية اليوم، هي زيمبابوي، وزامبيا، وجنوب إفريقيا، وموزمبيق، وناميبيا فقط. وتعطي ناميبيا الصيادين فرصة لاصطياد الخمس حيوانات الكبرى «الفيل ووحيد القرن والأسد والفهد والجاموس»، وهناك أيضا فرصة للاصطياد في السهول مثل صيد المها، الذي يعد الأكثر شهرة بين الصيادين، ويختلف الصيد البري في ناميبيا عن صيد مناطق الامتياز المملوكة للدولة في شمال البلاد. كما توفر زيمبابوي وزامبيا للصيادين وصول سهل نسبيا وبنية تحتية جيدة، ومعسكرات آمنة وأماكن السكن في معظم الحالات بمخيمات الأدغال الفاخرة؛ للإقامة فيها خلال موسم الصيد فقط، وتوفر جنوب إفريقيا للصيادين صيد الخمس حيوانات الكبرى، بجانب 40 نوعا مختلفا، مما يجعلها أكثر جاذبية من الدول الإفريقية الأخرى.