شهدت محافظة المنيا صراعا بين الحكومة والجزارين، استمر 5 أيام متصلة بإضراب أصحاب محال الجزارة؛ اعتراضا على تخفيض سعر الكيلو من 85 إلى 60 جنيها جبرا، نتيجة ضخ المحافظة لحوما مدعمة بمركز أبوقرقاص. ومنذ يومين، فك الجزارون بأبو قرقاص إضرابهم، معلنين خضوعهم لتسعيرة المحافظة الجديدة على اللحوم البلدي، والمقررة ب60جنيها، رغم خسارتهم، غير أنهم راهنوا على عدم استمرار ضخ المحافظة للحوم البلدي، وعودة السعر لما كان عليه. البداية، كانت في مركز أبوقرقاص عندما نسقت المحافظة مع مديرية الزراعة والوحدة المحلية، وافتتحت منافذ لبيع اللحوم البلدي بسعر 60 جنيها، في إطار محاربة الغلاء، عقب رفض الجزارين خفض الأسعار، ما اعتبره الجزارين تحدٍ لهم، ومحاربة في أرزاقهم، فأعلنوا إضرابهم، وأوضحوا أن الأولى بالمحافظة، ضبط أسعار الماشية داخل أسواق بيعها، وكذا خفض سعر الأعلاف كخطوة أولى. لم يكن أمام الجزارين، بحسب قولهم، سوى إعادة فتح محالهم والالتزام بالتسعيرة الجديدة، لكسب الزبائن مرة أخرى، وقال أبو علوان، جزار شارع الاتحاد بأبو قرقاص: «جميعنا يعرف تماما أن المحافظة لن تستمر في ضخ لحومها، والجميع يبيت النية على العودة للسعر القديم، خاصة أننا لا نتربح شيئا في الوقت الحالي، بل نتعرض للخسارة». الجزارون بدأوا إضرابهم بتحريض بعضهم بعضا، ونسقوا فيما بينهم للعودة إلي العمل، غير أن عودتهم لم تكن كذي قبل، فبعضهم لجأ لزيادة كمية الدهن داخل كيلو اللحوم، وبعضهم أقدم على البيع بسعر 70 جنيها للكيلو. وقاد الجزارون حرب التشكيك في لحوم المحافظة، فبحسب تصريح موظف بتموين أبو قرقاص، يدعى محمود الشيخ، يخطر الجزارون الأهالي بأن لحوم المحافظة مستوردة، لماشية إما برازيلية أو سودانية، تربت داخل مزارع مديرية الزراعة. ومن جانبها، ألقت سلطات الأمن بأبو قرقاص القبض على جزارين، أحدهما يبيع الكيلو بسعر 70 جنيها، والآخر يزيد عمدا من كمية الدهون داخل الكيلو الواحد. في الوقت نفسه، التزم عدد من أصحاب محال الجزارة بالتسعيرة المخفضة، وأقدم البعض على لصق منشور بها داخل محالهم، وقال سعيد العبيدي، جزار: «رفضت الإضراب لكوني مواطنا قبل أن أكون جزارا، استشعر هموم المواطن، وما يلاقيه من ارتفاع جنوني في الأسعار كافة». وجاء إعلان الوحدة المحلية بمركز مطاى، عن طرح ألفي كيلو جرام من اللحوم داخل القرى، بسعر 35 جنيه للكيلو، في صالح الجزارين، ليكسب حديثهم عن جودة لحومهم، مقارنة بلحوم المحافظة ثقة لدى الزبائن، فاعتبروه حربا ضدهم بدأت بأبو قرقاص وتتجه لبقية مراكز المحافظة؛ خاصة عندما أعلنت الوحدة المحلية أن الكمية المعروضة نفذت فور عرضها، بعدما تزايد الإقبال عليها. وقال المهندس هشام فايز، نائب رئيس مركز مدينة أبو قرقاص ل«البديل»: «بعض الجزارين في القرى رفضوا الإضراب، في حين تستمر الوحدة المحلية بالتنسيق مع المحافظة والجهات المعنية، بغمر السوق بمنافذ لتوزيع اللحوم».