أضرب جزارو أبو قرقاص في المنيا، أمس الأول، وأغلقوا محالهم ومنافذ بيع اللحوم خاصتهم؛ اعتراضًا على غمر المحافظة للمركز بلحوم مدعمة. فمنذ السابعة صباح الثلاثاء انتشرت منافذ بيع اللحوم المدعمة بأبو قرقاص، أبرزها منفذا شارع الجمهورية، وشارع الاتحاد، وأقيم سرادق كبير لكل منفذ، وبدأ بيع اللحوم من خلالهما بالسعر المخفض 60 جنيهًا، بدلاً من 80، ونسقت المحافظة مع مديريتي الأمن والتموين والوحدة المحلية؛ لضمان إنجاح المشروع. الجزارون بدءوا إضرابهم بتحريض بعضهم بعضًا، خاصة بعد حملات تفتيشية شنتها مباحث التموين ومركز شرطة أبو قرقاص على محالهم؛ لفرض التسعيرة المخفضة. وبعد محدودية الإقبال عليهم؛ لتوجه أغلب المواطنين إلى منافذ المحافظة. نائب رئيس مركز مدينة أبو قرقاص المهندس هشام فايز قال ل "البديل": إن الجزارين أضربوا اعتراضًا على تخفيض الأسعار؛ ما دفع الوحدة المحلية بالتنسيق مع المحافظة والجهات المعنية لغمر السوق بمنافذ التوزيع المخفضة، التي دفعت بلحوم بلدي من خلال مديرية الزراعة، غير أن بعض الجزارين في القرى رفضوا الإضراب، ونفى فايز إقرار الوحدة المحلية لتسعيرة معينة على محال الجزارة. محمود عقل (جزار ببندر الفكرية بمركز أبو قرقاص) قال ل "البديل": "أغلقنا محال الجزارة، بعد توقف حركة البيع، بسبب منافذ البيع التابعة للمحافظة. لم نجد الزبون، فقد غيَّر وجهته إلى حيث منافذ بيع اللحوم المدعمة"، متسائلاً: هل هذه اللحوم بلدي أم مستوردة؟ وقال الجزار على كساب "مديرية التموين المسؤولة عن ارتفاع أسعار اللحوم، وليس للجزار دخل، فارتفاع أسعار الماشية أجبرنا على رفع الأسعار تلقائيًّا، وبالتالي محاربة الغلاء لا بد وأن تبدأ بضبط أسواق الماشية عن طريق تخفيض أسعارها". في الوقت ذاته التزم عدد من أصحاب محال الجزارة بالتسعيرة المخفضة، وألصق بعضهم منشورًا بها، وقال سعيد العبيدي "رفضت الإضراب؛ لكوني مواطنًا قبل أن أكون جزارًا، أستشعر هموم المواطن، وما يلاقيه من ارتفاع جنوني في الأسعار كافة". وقال مواطنون "لا بد من وقفة شعبية توازي وقفة الجهات المعنية، لمحاربة غلاء الأسعار عامة، واللحوم بصفة خاصة، وكذا لمقاطعة اللحوم المذبوحة خارج السلخانة، واللحوم غير الصالحة". وطلب مواطنون بالقرى من المحافظة فتح منافذ توزيع داخل قراهم؛ أسوة بالمدينة، وقالوا إن منافذ المحافظة تبعد عنهم بمسافات طويلة، كما أن الزحام لن يمكنهم من الاستفادة من خفض الأسعار. فيما استاء البعض من إغلاق محال الجزارة داخل المدينة؛ لعدم تحملهم مشقة الانتقال ولا التزاحم الشديد. كانت أسعار اللحوم قد قفزت إلى 80 جنيهًا، وفشلت حملة "بلاها لحمة" في محاربة ارتفاع السعر، في حين نجحت في محافظات أخرى، في مقدمتها سوهاج.