يعد تنظيم داعش الإرهابي من أكثر التنظيمات عنفا في تاريخ الحركات المتطرفة، التي تتبنى الفكر السلفي التكفيري، متجاوزا التنظيم الأم الذي خرجت منه «القاعدة»، وتعتمد قوة داعش على أساس الاستقطاب الطائفي قبل الإيديولوجي، ويعتمد خطابا دينيا متعصبا موجها إلى طائفة بعينها، كما يتبنى العنف والإرهاب كنهج لتحقيق أهدافه. من جانبها، قالت صحيفة توداي زمان، التركية، إن مصدر التطرف الذي يمارسه تنظيم داعش الإرهابي يقع على عاتق «الوهابية» المتواجدة في المملكة العربية السعودية، مضيفة أن السعودية وقطر، الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان تتبعان الوهابية السلفية. وترى الصحيفة التركية أنه إذا كان هناك أحد يريد بالفعل القضاء على داعش والحد من التمويل الموجه لها، عليه مواجهة السعودية، بدلا من الاستمرار في دفن الرؤوس في الرمال، مضيفة: «اليوم تدخل السعودية في التحالف الأمريكي لقصف داعش في سوريا والعراق، ومن الواضح أن هناك قيودا عسكرية على الحملة، فيصعب هزيمة داعش بالوسائل السياسية والأيدولوجية، وبالتالي تم استخدام الضربات الجوية لتحقيق نجاح تكتيكي مؤقت، لكن من الظاهر أن الرياض تتقاعس عن محاربة التنظيم الإرهابي». وتوضح «تودى زمان» أن هناك ترددا غربيا أمريكيا بشأن معالجة دور الوهابية السعودية في دعم داعش، فما يتم تداوله بين الرياض وحلفائها هو تجارة النفط والأسلحة والأهمية الجيوسياسية للدولة، بدلا من التركيز على سجلات حقوق الإنسان والشؤون الداخلية، متابعة: «على مدى العقود الثلاثة الماضية، انفقت السعودية ما لا يقل عن 100 مليار دولار، لتصدير الوهابية لمختلف الدول الإسلامية الفقيرة في أنحاء العالم». وتضيف الصحيفة التركية أن القادة الغربيين يدركون ما يحدث، فكشفت وثائق ويكيليكس أن هيلاري كلينتون، حين كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، على علم بالتمويل السعودي للجماعات الإرهابية في أنحاء العالم، ليس بالرياض فقط، لكن قطر لها سجل حافل في تمويل وانتشار الإسلام الراديكالي. واختتمت الصحيفة أن أكثر المناطق تضررا من انتشار الوهابية هي دول جنوب شرق آسيا، حين بدأت المملكة خلال فترة السبعينيات ترسيخ الوهابية في مدارس تلك المناطق، من خلال إرسال عائدات النفط للخارج وتصدير الوهابية.