قالت صحيفة "توداي زمان" التركية اليوم إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" كشف الأسبوع الماضي عن خطته طويلة الأجل لقتال تنظيم داعش الإرهابي، فقد تم انتقاده بشدة حين قال إن واشنطن تفتقر إلى استراجية الحرب ضد هذا التنظيم، ولكنها الآن تمتلك خطة، موضحة أن خطة "أوباما" لا تبدو وكأنها محددة بهدف بسيط لتدمير هذا التهديد، ولكنها أشبه باستراتيجية كبيرة تهدف إلى إعادة تنظيم العلاقات في منطقة الشرق الأوسط. وتضيف الصحيفة أنه حسب "أوباما" فإن الغرض الأول من هذه الاستراتيجية الكبيرة هو تعزيز التحالف الغربي، وبعبارة أخرى، فإن الولاياتالمتحدة تبذل قصارى جهدها للتأكد من أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتعاون بشكل وثيق مع الناتو بقيادة واشنطن، وبعبارة أخرى، من الآن فصاعدا، فإن الإدارة الأمريكية لن تتسامح مع الدول الأوروبية في تنفيذ الخطط الفردية للمنطقة، تركيا هي، بالطبع، جزء طبيعي من هذه الكتلة. ثانيا، يبدو أن إدارة "أوباما" مصممة على معاقبة اللاعبين الذين يستغلون الانقسام الطائفي في الشرق الأوسط، وفي هذا السياق، سوف يكون أول جهد لها هو دمج إيران للعمل مع المملكة العربية السعودية، وتحتاج الأخيرة للاقناع أيضا، وتعتقد الولاياتالمتحدة إذا كانت دول الخليج ستنضم إلى هذا التحالف، سيكون من الأسهل إقناع الرياض، وباختصار، فإن التعاون السعودي الإيراني سيكون واحدا من العناصر الرئيسية لهذه الفترة الجديدة في المنطقة. وتشير الصحيفة التركية إلى أن استراتيجية "أوباما" الجديدة أيضا تدور حول تشكيل مستقبل العراقوسوريا، فالولاياتالمتحدة تدعم الحكومة العراقية الجديدة والحكومة المحلية الكردية في اربيل، وسوف تواصل القيام بذلك حال قبلت بغداد واربيل التعايش سويا. وتوضح "توداي زمان" أن في سوريا، الوضع مختلف قليلا، فالإدارة الأمريكية بالتأكيد لا تدعم نظام دمشق، وبدلا من ذلك، فإنها ستحاول تكسير داعش وتقسيمه إلى عناصر "معتدلة" داخل المعارضة، والهدف هو تشجيع الأكراد السوريين والسنة للعمل معا للحد من مناورات النظام السوري، كما هو الحال في العراق، الهدف هو منع الأكراد السوريين من إعلان الاستقلال وإعطاء السنة دورا في الحكم في سوريا. وترى الصحيفة أن نجاح الاستراتيجية يعتمد على عدة شروط، وهي اعتراف القوى الأوروبية أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو دعم الجهد الأمريكي، وحال أمكن اقناع السعوديون والإيرانيون فإن المهمة ستكون أسهل وأسرع. وتعتقد الصحيفة أن نجاح الاستراتيجية لن يدمر داعش بشكل كامل، حيث قد تفضل واشنطن حصر داعش في منطقة معينة لتوضح للعالم أن هناك خطرا يهدده، بالإضافة إلى أن التحالفات المزورة بين إيران والسعودية قد لا تستمر طويلا، ويمكن للولايات المتحدة التوقف عن التعاون مع حلف شمال الأطلسي، وربما يقرر أكراد سورياوالعراق الانفصال. وتلفت الصحيفة إلى أن الموقف التركي في الاستراتيجية الأمريكية له أهمية حاسمة، فانقرة لا يمكنها تقديم الدعم العسكري المفتوح ضد داعش، نظرا لاستمرار احتجاز الرهائن الأتراك من قبل التنظيم الإرهابي، ولكنها قد تلعب دورا ضمنيا في إعادة هيكلة المعارضة السورية، إلى جانب ذلك يمكنها تسهيل التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وإعادة طمأنة الأتراك في أنحاء المنطقة، وبالأحرى، فأن الدور الرئيسي لتركيا في مكافحة داعش هو إعادة ترتيب أوراقها داخل البلاد نفسها. وتختتم الصحيفة بقولها: يعتقد "أوباما" أن استراتجيته ستنجح خلال ثلاث سنوات، ويجب على الجميع القيام بدورهم خلال هذه الفترة إذا كانوا لا يردون أن يعاقبوا من قبل واشنطن، فجميع اللاعبين المذكورين لديهم نقاط ضعيفة، فإما إلى استراتجية واشنطن أو دفع الثمن.